
بقلم لمياء المرشد
الغيرة شعور بشري طبيعي، قد يكون أحيانًا دافعًا نحو الطموح والسعي للأفضل، لكنها إذا زادت عن حدها، تحولت إلى نار تحرق صاحبها قبل أن تصل إلى غيره.
أما الحقد، فهو الغيرة حين تُترك لتتعفن في القلب، فتنمو وتتحول إلى رغبة في الأذى، لا لشيء إلا لأن الآخرين يملكون ما لا يملكه الحاقد، أو حققوا ما عجز عن تحقيقه.
الغيرة شعلة، قد تضيء الطريق، وقد تحرقه.
الحقد ظلمة، لا تضر إلا صاحبها، تغلق عليه الأبواب، وتخنق روحه كلما لاح له نور.
كم من قلب أضاع نفسه حين سمح للغيرة أن تتحول إلى حسد! وكم من إنسان خسر الدنيا والآخرة حين ترك الحقد يحكم تصرفاته ومشاعره!
النقاء الحقيقي هو أن تفرح للآخرين كما تفرح لنفسك، وأن تؤمن أن رزقك لن يأخذه غيرك، وأن الخير الذي تراه في يد غيرك قد يرزقك الله خيرًا منه أو أفضل.
فالقلوب الطاهرة لا تعرف الغيرة القاتلة ولا الحقد الأسود.
والقلوب المريضة وحدها من تذبل تحت وطأة الغيرة، وتفنى في ظلمات الحقد