
أجرى الحوار: عبدالعزيز عطيه العنزي.
إنها فنانة تحمل على عاتقها مسؤولية توثيق الذاكرة البصرية ونقلها للأجيال القادمة، لتظل حكايات الماضي حاضرة بألوان معاصرة. في كل لوحة من لوحاتها، تدعونا هند للتأمل في جماليات الألوان وريشتها، وتذكرنا بأن الفن هو لغة عالمية تتجاوز الحدود وتحكي قصصًا إنسانية خالدة…
فلنبحر في عالم الفنانة التشكيلية هند السبيعي ونتعرف على جوانب من حياتها الفنية في هذا الحوار البسيط.
-من هي الفنانة التشكيلية هند السبيعي ؟
هند السبيعي خريجة بكالوريوس جامعة الأميرة نورة (فنون وتصميم) فنانة تشكيلية سعودية، رسمت العديد من المدارس مؤمنة بأن الفن لغة عالمية تتجاوز حدود الكلمات، وأسعى من خلال أعمالي إلى تجسيد المشاعر الإنسانية، وتسليط الضوء على تفاصيل الهوية والوجدان بأسلوب بصري يحمل طابعًا شخصيًا عميقًا.
-من خلال متابعتي لأعمالك، أرى بأنّ الوجه لا يخلو من لوحاتك، فما السر بذلك ؟
الوجه هو مرآة الروح، ومصدر غني للتعبير العاطفي والإنساني. أجد في ملامح الوجه وسيلة للتواصل الصامت بين العمل والمتلقي، إذ تختزن التعابير تفاصيل معقّدة قد تعجز الكلمات عن إيصالها، ولهذا يشكّل عنصرًا محوريًا في كثير من لوحاتي.
-الفنّانة هند السبيعي كفنّانة تشكيلية، متى بدأتي ، وماهي أبرز المعارض التي شاركت فيها ؟
بدأت رحلتي مع الفن منذ مرحلة مبكرة من الطفولة واكتشاف موهبتي بمحاكاة ما حولي من رسومات بقصص الأطفال والأنمي والأعمال اليدوية، لكنه أخذ شكله الاحترافي منذ عدة أعوام بعد الدراسة الجامعية والدورات والممارسة بعد التخرج. شاركت في عدد من المعارض تخص الجامعة بالإضافة إلى مشاركات في فعاليات تخص التطوع والمشاركة المجتمعية.
– هل هناك تأثير مباشر للشعر في أعمالك ؟
بالطبع، أستلهم كثيرًا من الشعر، خصوصًا في أعمال تتناول القضايا الوجدانية أو الإنسانية. الشعر يشكّل مصدر إلهام بصري، إذ يحرّك الصور الذهنية ويمنح العمل عمقًا شعوريًا يتجاوز المرئي إلى ما هو محسوس.
-ما رأيك الشخصي بالفن التشكيلي السعودي عموماً وهل نستطيع القول إنه قد يضاهي تجارب عالمية ؟
الفن التشكيلي السعودي يشهد نهضة ملموسة، سواء من حيث الإنتاج الفني أو الحضور المؤسسي والدعم الثقافي. لدينا تجارب فنية ناضجة ومواهب شابة واعدة، وأرى أنه بالإمكان – بل وبالفعل بدأ – أن يضاهي تجارب عالمية، خاصة مع الانفتاح الثقافي والمبادرات الوطنية الداعمة للفن. اختارت حكومة خادم الحرمين الشريفين عام 2025 ليكون عام الحرف اليدوية.
– ماهي المدرسة التي تنتمي لها الفنانة هند السبيعي بالفن التشكيلي؟
أسلوبي يميل إلى التعبيرية الحديثة، حيث أركّز على الإحساس والمضمون أكثر من المحاكاة الواقعية. ومع ذلك، لا أقيّد نفسي بمدرسة واحدة، بل أُحب أن أستكشف مساحات مختلفة من التجريب البصري بحسب الموضوع والرؤية الفنية.
-من هو الفنان أو الفنانة التشكيلية التي أثر عليك؟
هناك العديد من الأسماء التي أثّرت في مسيرتي، سواء من الفنانين العالميين مثل الفنان الفرنسي كلود مونيه رائد المدرسة الانطباعية وكاميل بيسارو وأيضاً الفنان التشكيلي والنحات السعودي ضياء عزيز وكل شخص له تأثير معين ليكون لي هوية خاصة.
– كل إنسان لا يخلو من الطموح ماهو طموح الفنانة هند السبيعي .؟
أطمح إلى أن يكون لي بصمة فنية واضحة محليًا وعالميًا، وأن تساهم أعمالي في تشكيل وعي بصري يقدّر الفن ويحتفي بالهوية والثقافة. كما أسعى للمشاركة في معارض دولية وتمثيل الفن السعودي في محافل كبرى.
في ختام الحوار كلمة أخيرة تقولينها:
أشكر لكم هذا اللقاء الكريم، وأقدّر كل من يتابع ويؤمن بقيمة الفن. رسالتي لكل فنان: استمرّ في التعبير، فالفن ليس رفاهية، بل ضرورة للروح والوعي.