مقالات وشعر

«الفنون »…ودور الثقافة في المملكة

أسعد المبارك-

الفن هو دليل على الموهبة، فالبعض موهوب في الرسم والآخر في الغناء، ومنهم من يبدع في التمثيل أو في الشعر، وهو عنوان للجمال والحياة فهو وسيلة يترجم بها صاحبها المشاعر والصراعات التي يمر بها ووسيلة للفت انتباه المجتمع نحو قضية ما، ولكن إذا نظرنا إلى مفهوم الفنان سنجد أنه الشخص الذي يمتلك قدر كبير من الإبداع والابتكار الذي يمكنه من صنع الفن بمختلف أشكاله بلمسة مميزة ومذهلة.
وفي معظم المجتمعات القديمة الكبرى كانت تُـعرف هوية الإنسان من خلال الأشكال الفنية التعبيرية التي تدلّ عليه كما في نماذج ملابسه, وطُـرُزها، وزخرفة الجسم، وتزيينه، وعادات الرقص، أو من الاحتفالية، أو الرمزية الجماعية الإشاراتية التي كانت تتمثل في الطوطم (مادة) الذي يدل علي قبيلته أو عشيرته. وكان الطوطم يُـزخرف بالنقش ليرويَ قصة أسلافه، أو تاريخهم. وفي المجتمعات الصغيرة كانت الفنون تعبر عن حياتها، أو ثقافتها.. فكانت الاحتفالات، والرقص يعبران عن سير أجدادهم وأساطيرهم حول الخلْـق، أو مواعظَ، ودروس تثقيفية.

ومن أهمية الفن له دور اقتصادي كبير في المجتمع، حيث أنه يلعب دور حيوي في زيادة الناتج المحلي، مما يساهم ذلك في تنمية اقتصاد البلاد.
يساعد الفن على توفير المزيد من فرص العمل في مختلف المجالات، إلى جانب دوره في تحسين المعيشة ، ويحمل أهمية ثقافية كبيرة في المجتمع، إذ أنه يساهم في تسليط الضوء على القيم الاجتماعية ، وهو من الوسائل التي تساعد على تعزيز وتنمية مهارات الإبداع والتفكير والتخيل.
و له اثر إيجابي على الصحة النفسية للإنسان، وذلك لأنه يساعد بشكل كبير على تحسين الحالة المزاجية، فكما تحدثنا من قبل على أن الفن هو عنوان الجمال ورؤية الجمال في حد ذاته يبعث في النفس البهجة والسعادة، ويستهدف إلى نشر الجمال والخير والحق في المجتمع، إلى المساهمة في تغيير المجتمع بشكل أفضل.

وشبيه بهذا التعريف أيضا ما ذهب إليه الفيلسوف الإنكليزي شلّي (Sully) حينما يقول: «إن الفن هو إنتاجُ موضوعٍ له صفة البقاء، أو إحداث فعل عابر سريع الزوال، يكون من شانه توليد لذة إيجابية لدى صاحبه من جهة، وإثارة انطباعات ملائمة لدى عدد معين من النظارة، أو المستمعين من جهة أخرى، بغض النظر عن أيّ اعتبار آخر قد يقوم على المنفعة العملية، أو الفائدة الشخصية»

ومن أنواعه وتصانيفه: فنون سمعية ومرئية كـ الموسيقى والغناء، والمسرح والسينما وفنون مرئية.. للبصمة هويّة .. وسرّ الإبداع كـ النّحت والرسم .

وتعود بدايات الفن في المملكة العربية السعودية إلى عام 1928 من خلال فن المسرح حيث تم تقديم عرض مسرحي سعودي في منطقة القصيم بعنوان «حوار بين جاهل ومتعلم» وكان أمام عبد العزيز آل سعود ومن بعدها انطلقت الفنون بشكل عام في السعودية.

ويأتي اهتمام وزارة الثقافة إيماناً بقدرة الأجيال الناشئة على الإبداع، والتميز، والمشاركة في صنع مستقبل حافل بالثقافة والفنون، عبر اكتشاف القدرات الأصيلة ودعمها بكافة أوجه الدعم .

شعبان توكل

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى