مقالات وشعر

القرآن الكريم تاج اللغة الفصحى

 

مضاوي دهام القويضي

يُعدّ القرآن الكريم ذروة سنام اللغة العربية، وتاج فصاحتها وبيانها، فقد نزل بلسانٍ عربيٍّ مبين، قال تعالى: “إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ” [يوسف: 2]. ومن هنا، فإنّ التبحّر في اللغة العربية ليس ترفًا لمفسر القرآن، بل ضرورة علميّة وشرعية، إذ لا يُدرَك عمق المعاني القرآنية، ولا يُستخرج كنوز البيان والإعجاز إلا بفهم دقيق لأسرار العربية.

إنّ تفسير القرآن يتطلب الإلمام بجوانب متعددة من اللغة: النحو، والصرف، والبلاغة، وفنون الإعجاز اللغوي والمعاني، والأساليب البيانية العربية المحكمة التي تشكّل نسيج النص القرآني. فمن لا يُحسن الفهم الدقيق لألفاظ القرآن وسياقاتها اللغوية قد يُخطئ في التفسير، ويبتعد عن مراد الله. قال الإمام الشافعي: “لا يَحِل لأحدٍ أن يُفتي في دين الله إلا رجل عارف بكتاب الله، بناسخه ومنسوخه، ومحكمه ومتشابهه، وتأويله وتنزيله، ومكىِّه ومدنيِّه، وما أُريد به منه، وما نزل في أسباب، ويكون بعد ذلك بصيراً بلسان العرب”.

ومن دلائل ارتباط اللغة بالتفسير أن ابن عباس رضي الله عنه، وهو حَبر الأمة وترجمان القرآن، كان يقول: “إذا خَفيَ عليكم شيءٌ من القرآن، فاطلبوه في الشعر، فإنّه ديوان العرب”. فاللغة العربية ليست أداة لفهم النص فحسب، بل مفتاحٌ لفهم مقاصده وتشريعاته وبلاغته.

إنّ المفسر الذي يتعمق في اللغة، إنما يرتقي في مدارج التفسير، ويكشف عن عظمة القرآن وخلوده، فيكون بحق خادمًا لتاج الفصحى وهاديًا لقلوب الناس بنور التنزيل.

كاتبة صحفية سعودية

سلمى حسن

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى