محليات

المحسوبيات آفة تهدد العدالة وتُضعف المجتمعات

 

ربيعة الحربي _ الرياض

المحسوبية في المجتمع تعني تفضيل شخص أو مجموعة على الآخرين في الفرص أو المعاملة، فقط بسبب العلاقة الشخصية أو القرابة أو المعرفة، وليس بناءً على الكفاءة أو الجدارة.

مثلاً: عندما يُعيَّن شخص في وظيفة لأنه قريب أو صديق للمسؤول، حتى لو كان هناك من هو أكثر كفاءة منه، فهذا يُسمى “محسوبية”.

وهي ظاهرة سلبية لأنها تؤدي إلى الظلم، وتهدم مبدأ تكافؤ الفرص، وتضعف الثقة في العدالة داخل المجتمع،

تُعد “المحسوبية” من أبرز الظواهر السلبية التي تنتشر في العديد من المجتمعات، وهي تعني تفضيل الأفراد بناءً على العلاقات الشخصية أو العائلية أو القبلية أو الحزبية، دون النظر إلى الكفاءة أو الجدارة. وتُعرف أيضًا بأنها استخدام النفوذ أو العلاقات لتحقيق مكاسب خاصة أو منح امتيازات لأشخاص دون وجه حق.

المحسوبية في مؤسسات المجتمع:

تُعد المحسوبية عائقًا رئيسيًا أمام التنمية والعدالة الاجتماعية. فعندما تُمنح الوظائف أو الترقيات أو الفرص التعليمية لأشخاص على أساس القرابة أو العلاقة، يُهمَّش أصحاب الكفاءة الحقيقيون، ويشعر كثيرون بالإحباط وفقدان الثقة بالمؤسسات

المحسوبية في العلاقات الاجتماعية

لا تقتصر المحسوبية على المؤسسات الرسمية فقط، بل تتغلغل أيضًا في الحياة اليومية والعلاقات الاجتماعية. فنجد من يفضل صديقه أو قريبه في قضاء حوائج الناس، أو من يتغاضى عن الخطأ لأنه صادر من “واحد من جماعته”، أو من يبرر الظلم لأن المستفيد منه أحد معارفه.

هذه السلوكيات تضعف روح التضامن الحقيقي، وتؤسس لانقسامات اجتماعية، حيث يشعر بعض الأفراد بأنهم مواطنون “درجة ثانية” لا يملكون نفس الفرص أو الحقوق.

آثار المحسوبية:

1. غياب العدالة والمساواة: تؤدي إلى فقدان مبدأ تكافؤ الفرص، ما يولد الإحباط ويُضعف الانتماء الوطني.

2. تراجع الكفاءة والإنتاج: إذ يتولى غير المؤهلين مناصب لا يستحقونها، ما يؤثر على الأداء العام.

3. انتشار الفساد: لأن تفضيل العلاقات على الكفاءة يشجع على التلاعب بالقوانين واللوائح.

4. تفكك المجتمع: إذ تنمو مشاعر التفرقة والظلم بين الفئات المختلفة.

كيف نواجه المحسوبية؟

• تعزيز الشفافية: من خلال الإعلان الواضح عن معايير القبول في الوظائف أو البرامج.

• فرض قوانين صارمة: تُجرّم كل أشكال التمييز غير العادل.

• نشر الوعي المجتمعي: حول خطورة المحسوبية وتأثيرها طويل الأمد على الجميع.

• تعزيز ثقافة الكفاءة: عبر التعليم والتدريب والاعتماد على معايير واضحة للجدارة.

تبقى المحسوبية من أبرز التحديات التي تُعيق تقدم المجتمعات، ولا يمكن تجاوزها إلا بإرادة حقيقية لتطبيق العدالة والمساواة، والعمل على بناء مجتمع يُكافأ فيه الإنسان على قدر علمه وجهده لا على حسب اسمه أو صلته.

سلمى حسن

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى