مقالات وشعر

انكساري بعزة شموخي

 

بقلم:عبدالعزيز عطيه العنزي

الوحة الفنية:للفنانة هند السبيعي

 

في صمتي ألف حكاية انكسار، لكنها تروى بعزة شموخي. قد ترى في عينيّ بريقًا خافتًا، لكنه وهج إباءٍ يرفض الانطفاء. قد تشعر بوجعٍ مكتومٍ في نبرة صوتي، لكنه صدى كبرياءٍ يمنعني من البوح بالضعف.

لقد تعلمت أن الانحناء للعواصف لا يعني السقوط، بل هو فنّ البقاء شامخًا وإن تمايل الغصن. مرّت بي لحظات هزت جذوري بعمق، شعرت فيها أن الأرض تميد تحتي، وأن كل ما بنيته ينهار. لكن في قلب هذا الخراب، كانت هناك قوة خفية تدفعني للوقوف من جديد، لأرمم ما تصدع، وأستجمع شتات روحي بعزة.

انكساري ليس هزيمة، بل هو درسٌ قاسٍ نقشته الأيام على جلدي. هو علامةٌ تشير إلى أنني تجرعت مرارة الخذلان، وواجهت قسوة الظروف، لكنني لم أنحنِ إلا لعظمة خالقي.

سأحمل ندوبي وسامًا، وسأستمد من أوجاعي قوةً تزيدني صلابةً وإصرارًا. لن ترى عينيّ ذلاً، ولن تسمع شفتاي شكوى. سأظلّ أخطو بثبات، ورأسي مرفوع، لأن عزة الشموخ هي ردّي الأبلغ على كل كسر. هي لغتي الصامتة التي أقول بها للعالم: لقد انحنيتُ، لكنني لم أسقط. وقد ضعفتُ، لكنني لم أُهزم.

سلمى حسن

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى