مقالات وشعر

تأملات إيمان :”حوار بين الداعي للحب والمدّعى عليها”

أ. إيمان المغربي

هو: أحبك.
هي: (ابتسمت، واكتفت بالصمت… ثم قالت) سأبحث عن هذا الادعاء.
هو: لِمَ ابتسامتك صفراء؟
هي: جاري البحث.
هو: عن ماذا تبحثين؟ هل ضاع منكِ شيء؟
هي: ضاع بين دهاليز وأروقة حبك المزعوم لي.
هو: (منذهل) دهاليز وأروقة؟
هي: نعم، أنت تقول… بل تدّعي الحب، وأنا لم أجد ما تدّعيه.
هي: لا أعرف، ما مفهومك عن الحب؟
هو: أنا أحبك… ألا يكفيكِ أني قلت “أحبك”؟
هي: سألتك عن مفهومك، لا عن كلماتك.
هو: لقد جاوبتك!
هي: الحب بدون اهتمام لا يكفيني. الجميع يقول إنه يحبني، وأنت أيضًا، تحب الجميع. لكني أبحث عن الحب الذي تزعم… ولم أجد معه اهتمامًا. لذلك، حبك لي “عادي”، كحبك لكل من حولك.
هو: (يتلعثم، ويمسح عرقه)
هي: الفرق بيني وبين الآخرين في حياتك هو الاهتمام… وأنا لم أجد هذا الفرق.
هو: ظروفي صعبة.
هي: لحظة! الجميع لديه ظروف. والظروف التي علّقت عليها إهمالك لي، ستشهد ضدك لا لصالحك.
(تنظر إليه بثقة)
هي: لا تنظر إليّ باستغراب. فإن كانت ظروفك “قاسية”، فظروفي “أشد قسوة”… وأنا “سيدة”، أستحق الاهتمام.
الاهتمام أهم لديّ من الحب. دعني أقول لك شيئًا:
الاهتمام والحب… وجهان لعملة واحدة.
فإن لم أجد اهتمامك، فلن أجد حبك.

(لحظة صمت…)
هي: باختصار، مفهوم الحب في “دولة الحب” مختلف عن مفهومه في “قانون العام”.
في القانون العام: كلنا نحب بعضنا… لكن ليس كلنا نهتم.
أما في دولة الحب، فالاهتمام هو الحب.
هناك مقولة تقول: “هو مهتم بي، إذًا هو يحبني.”

هي: أثبت لي حبك باهتمامك. عندها سأعرف الفرق بيني وبين من حولك.
أنا أحب الجميع… لكنك “أنت”، اهتمامي الوحيد.
(تتنهد، وتنظر في عينيه)
هي: لا زال الحديث قائمًا… اهتم بي من تلقاء نفسك، دون أن أُنبهك،
فإن احتجتُ إلى تذكيرك،
فذلك كصبّ الماء على وردٍ اصطناعي!

(تلتفت… تمشي مبتعدة، تتركه خلفها يضرب أخماسًا في أسداس،
يراجع ما يدّعي…
لعلّه يكتشف بنفسه: خدعة حبه لها.)

رُفعت الجلسة.

مريم المقبل

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى