
أ. إيمان المغربي…
الغياب موجع، سبب لي ألم. لم أعرف للغياب قيمة إلا حين غاب عني.
فكل غائب له عذره، إلا هو… معه روحي.
المسافات بيننا بعيدة، لكن هو أقرب من أنفاسي.
أخبروه أن المسافات بعيدة، ربما تكون صعبة،
لكن هو في خيالي، لا، بل هو واقعي.
بعض الغياب يعلّمك من يحبك، من يسأل عنك.
لكن هو، مهما غاب عني، سيبقى غرامي وعشقي.
صحيح هو غائب، وكل ما فيني يؤلمني،
لكن أتفهم عذره في الغياب.
أنت لست أمام عيني، لكنك كل ما أرى.
يكفيني… أنت.
يسألوني: ماذا تريدين؟
أقول: لا أريد شيئاً، أريده هو.
الغياب الوحيد الذي رضيت عنه، هو غيابك المؤقت.
أحياناً، بعض الغياب ربما يكون تأدباً لنفسٍ تعبت من كثرة الكلام،
ولنفسٍ تتعلم أن هذا الشق الآخر من الحياة…
وتقلبات الزمان، وحتى تعرف معادن الناس.
إن غبت عنهم، ستعرف حينها من يسأل عنك.
غيابك الآن المفاجئ، ليس عيباً، بل درس من رب العباد.
العيب، أن لا تستفيد من الدرس.
فهو فرصة لك للاختلاء، لتصفية حساباتك بينك وبين نفسك،
لإزالة أشخاص كانوا في حياتك… زبالة.
دائماً أقول لك:
ليس كل من ضحك لك، يحبك.
أحياناً، الابتسامة تخفي حقداً دفيناً.
وليس كل من وقف ليصفق لك، علامة على انتصارك!
ربما تكون تحية لك لبداية انكسارك.
انتهز فرصة غيابك المؤقت، ورتّب أولوياتك.
إن شاء الله، يكون غيابك المؤقت آخر مقصورة في قطار الأحزان.
لكن احرص عند نزولك، أن تكون الشنط كلها مملوءة بالآمال الجديدة.