
بقلم :إيمان المغربي .
من أحقر وأخبث أنواع العلاقات، أن يكون أحد الطرفين هو من يقرر، في داخله فقط، متى تبدأ العلاقة ومتى تنتهي. يقرّر وحده، ويترك الآخر غافلاً، لا يعلم أنه في علاقة محكومة بالإعدام المؤجّل، ولا يملك حتى حق المعرفة.
لا يوجد قانون مكتوب يفرض أن العلاقات لا تنتهي، لكن هناك قانون أخلاقي ينبع من الذات السوية، يحكمه الضمير، وتحكمه الاعتبارات الإنسانية، وأهمها: المعروف.
ليس عيبًا أن تنهي علاقة، بل قد يكون ذلك أحيانًا من الشجاعة والنُبل. ولكن، العيب كل العيب، أن يُتخذ قرار الانسحاب من العلاقة من طرفٍ واحد، في الخفاء، دون مصارحة أو وضوح، في وقتٍ يستمر فيه الطرف الآخر بالتعلق، بالعطاء، بالوفاء… يظن أن الأمور بخير، بينما الحقيقة قد انتهت منذ زمن في قلب الآخر.
والمصيبة الأعظم، حين لا يكتفي هذا الشخص بالانسحاب الصامت، بل يبدأ في تحقير الطرف الآخر، في تصيّد أخطائه، في افتعال الأسباب، وكأنه يبحث عن مخرج يُرضي به ضميره الميت.
يريد أن يضع النهاية، لكن بطريقة تجعله يبدو الضحية. وربما يشعر الطرف الآخر بذلك كلّه، يحسّ بأن هناك شيئًا مريبًا، لكن حبّه، أو عِشرته، أو عذره المستمر للطرف الآخر، يمنعه من التصديق. يوهم نفسه أن شعوره خاطئ، وأنه يبالغ… بينما الحقيقة أوضح من أن تُخفى.
لا يوجد شيء يؤلم أكثر من علاقة يُترك فيها قلبٌ صادق يتساءل: “ماذا فعلت؟”، بينما لم يفعل سوى أنه أحبّ بصدق.
لكن… عند الله تلتقي الخصوم. هناك فقط، تُروى القلوب، وتُردّ الحقوق، ويُظهر الله ما في الصدور.