
أ. إيمان المغربي …
قالوا عنه مغرور، لأنه رفض أن يُجاريهم في سخافة عقولهم.
هو ليس كذلك، بل معتدٌّ بنفسه، مؤمنٌ بها؛ لأنه يعلم أن الغرور مقبرة، وعدوٌّ لصاحبه.
هو لا تنقصه قيمة حتى ينتظر من الجهلاء أن يصفوه بما ليس فيه.
كل ما في الأمر… أنه مختلف عنهم، لأنه يتجاهل من أساء إليه.
لا أنكر أن لديه تناقضات، لكنه ثابت المبادئ.
في يوم من الأيام، جرى بيني وبينه حوار عن الغرور، فهم ما أقصد، وقال لي:
“يا أمي، لا أكذب عليكِ، أحياناً يدخل الغرور إلى نفسي، لكن كلما شعرت به، نظرت إلى الأرض، وتذكّرت أنني من تراب،
وتذكّرت قول الرسول، عليه الصلاة والسلام: (لن يدخل الجنة من كان في قلبه ذرة من كِبر).
فلا تخافي يا أمي… لقد تعلمتُ منكِ أن أكرم إنسان هو المتسامح، وأجمل إنسان هو المتواضع، وأغنى إنسان هو القانع.”
ثم أكمل قائلاً: “لا أنكر يا أمي أن لدي هفوات، وربما يراها البعض أخطاء، لكنها ليست فادحة، وليست ضد المبادئ.
وفي النهاية… لا يصحّ إلا الصحيح.
فلا تخافي، لن يدخل قلبي ذرة من كِبر أو غرور،
فأنا لست شخصاً ناقصاً حتى أحتاج للغرور.
وإن دخل الغرور إلى نفسي، فاعلمي أنه فقط لأنكِ أمي،وأن أي نقصٍ لدي… أنتِ زيادة لي .”.