
كتبه / خالد بن محمد الفريجي
مستشار اسري معتمد _ كاتب سعودي
ارتبطت زيارة عيادات الأسنان في أذهان الكثير منا بالألم والقلق والتوجس والخوف أحيانا ؛ لارتباطها بالألم الدافع لزيارة تلك العيادات ، والعمليات المصاحبة لها من حفر وتنظيف وتقطيع أعصاب والكثير من الإجراءات التي بمجرد أن تقرأها أو تسمعها من طبيبك ، عند شرحة لخطة علاجك تصاب بالهلع ، لاسيما من لديه فوبيا طبيب الاسنان من الأطفال ، وغيرهم ممن ترعرع على ذلك الخوف غير المبرر في مجمله .
وكما قيل في المثل الدارج ( لا وجع ألا وجع الضرس ولا هم إلا هم العرس ).
>كانت تجاربي مع أطباء الأسنان في العيادات الخاصة مليئة بالكثير من الألم والإخفاقات.
وفشلت في أن أحافظ على أسناني طيلة السنوات الماضية من عمري، فتساقطت تلك الأسنان دون هوادة ، حتى حصلت على تلك الابتسامة المخيفة .
وكل ذلك بسبب إخفاقي في أن أكون صديقا للفرشاة والاجتهادات الخاطئة لتلك العيادات ، التي تبحث عن التهام بقايا فتات مالي دون رحمة ، بتدخلات علاجية وجراحية ، أثبتت فشلها معي وربما مع الكثير.
كل هذا الكم الكبير من الفشل والتوجس ذهبت به إلى مركز الأمير عبدالله بن عبدالعزيز بن مساعد ال سعود التخصصي في طب الأسنان في عرعر ؛ لأعرض عليهم حالتي (السنية ) ، لعلي أجد عندهم ما ينقذ ما بقي لي من أسنان.
وبمجرد اقترابي من أسوار المركز ، هالني الكم الكبير من سيارات المراجعين
انتابني شعور طاغي بأني على موعد مع الطوابير الفوضوية ، وساعات انتظار مملة ، ومواعيد مهولة تصل لسنوات ضوئية قادمة ، وهيأت نفسي لما هو أسوأ .
قلت بسم الله وقدمت قدمي اليمنى ، وقرأت ما تيسر لي من أدعية واذكار.
وبمجرد أن دخلت قاعة الاستقبال انتابي الذهول والفرح معا ، فكل توجساتي لم تكن حقيقية أبدا.
موظفو الاستقبال ببشاشتهم وسرعة الخدمة جعلت من وقوف المراجعين ظاهرة لا يمكن أن تشاهدها عندهم.
الإنجاز عالي , والانتظام في دخول العيادات سلس ، ووفق فترات انتظار مقبولة ، خاصة إذا علمت بأن هناك أكثر من 800 مراجع للمركز يتوافدون أسبوعيا ، وهو معدل كبير نسبيا.
من أجمل المشاهد التي رأيتها في نهاية دوام العمل ، قيام إحدى الممرضات السعوديات بتعقيم جميع مكونات غرفة الكشف حتى المقاعد ومسكات الباب والإضاءة المتحركة وجميع المكونات الأخرى ، وهذا ما يثبت إخلاصها ، وأن هناك برتوكول علاجي وتعقيمي فائق.
كل ذلك يجعلنا نشعر بأن قائد هذا الكيان الدكتور عبدالرزاق موافق قد أضفى بصماته الواضحة في انتظام العمل وفق درجات عالية من الأداء ، أهلت المركز للحصول على شهادة سباهي ( لجنة اعتماد المنشئات الصحية) .
ومن الإنجازات التي يجب أن تذكر لهذا المركز المتميز افتتاح وحدة زراعة الأسنان خلال عام ٢٠٢٤م.
ووجود برنامج تدريبي في البورد السعودي لتخصص علاج الجذور خرج نخبة من الاستشاريين .
وهناك خطط لافتتاح برامج تدريبية في جميع التخصصات في البورد السعودي.
وجود مراكز تخصصية في طب الأسنان يسهم في التخفيف على المواطنين من الأعباء المالية الهائلة التي لا يستطيعها الكثير منا بسبب الكلفة العالية لزراعة الاسنان والخامات غير الجيدة في الكثير من عيادات الاسنان الخاصة إضافة لضعف أداء الكثير من أطباء تلك القطاعات .
أتمنى التوسع في افتتاح العديد من تلك المراكز المتخصصة في محافظني رفحاء وطريف لتباعد المسافات بينهما وعرعر .
800 مراجع أسبوعيا يشكل ضغط كبير على المركز أحسست به من عدم وجود فترات استراحة كافية للأطباء والممرضين .
أتمنى أن يتم التوسع في التوظيف وافتتاح المزيد من العيادات لكي يتمكن المركز من امتصاص تلك الاعداد وتقليل فترات المواعيد بشكل يخدم الجميع .