
تجلس أمام المرآة، تسرّح شعرها بتأمل، تتساءل:
ليش بعض الناس إذا غلطوا، يحاولون يخلّونك أنت الغلطان؟
هل لأنهم ما يعرفون يعتذرون؟
ولا لأن الاعتراف عندهم مثل الكسر… ما يتصلّح؟
ليش إذا وجّهتيهم بلطف، اعتبروه هجوم؟
وإذا سكتّي، قالوا: “هي تدري إنها غلطانة!”
تضحك بين نفسها، ساخرة من كل المواقف اللي مرّت فيها،
اللي كانت فيها طيّبة زيادة عن اللزوم،
اللي قررت تسكت مو ضعف… بل إحترام.
لكن كل شيء له حد، حتى الإحترام.
اليوم؟
اليوم سهمها الأخير صار كلمة.
مو صرخة، لا… بل كلمة هادئة، لكنها حادة.
قالت:
“ما راح أشرح ولا أبرر، ولا حتى ألوم.
بس تأكّد…
ما كل من سكت عنك كان غبي،
ولا كل من ضحك لك كان راضي،
ولا كل من سامحك ناسي.
فيه ناس تسكت لأنها كبيرة،
وتبتعد لأنها أذكى،
وتعذرك لأنها أنظف قلبًا.”
ثم قامت، لبست كعبها، رفعت راسها،
وغادرت المكان…
وتركت سهمها الأخير مزروع في الذاكرة
أسوأ من الغلط؟
إنك تغلط… وتلبّس غيرك الغلط،
وتقعد تمثل دور الضحية وتخطط لإقناع الناس إنك أنت الصح!
ترى مو ذكاء، ولا شطارة…
هذي قلة شجاعة، وزيف مفضوح.
اعترف بخطأك… ترى “أنا الغلطان”
ما عمرها جرحت كرامة، لكن “اللعب بدور المظلوم”
يذبح المصداقية.
تساؤلات فتاة من وحي خيالي
#وصية_السهم_الأخير