
د/ عمرو خالد حافظ – متابعات
اختُتم موسم 2024–2025 من الدوري السعودي “روشن” بأرقام جماهيرية لافتة عكست التحول الكبير الذي تشهده كرة القدم في المملكة، في ظل الحراك الرياضي المتسارع ضمن رؤية السعودية 2030.
وشهدت مدرجات الملاعب تنافسًا لا يقل إثارة عن أحداث المباريات، حيث كانت الجماهير لاعبًا حاسمًا، وأحد أبرز العوامل التي أضفت طابعًا استثنائيًا على الموسم.
وكان الستار قد أُسدل على منافسات بطولة الدوري السعودي قبل أيام قليلة، بتتويج الاتحاد بطلًا لنسخة 2024-2025، بعد أداء رائع تحت قيادة المدرب لوران بلان.
تربّع نادي الاتحاد على قمة الترتيب الجماهيري، بعدما اجتذبت مبارياته على ملعبه حضورًا بلغ 594,326 مشجعًا على مدار الموسم، في تأكيد جديد على مكانة “العميد” التاريخية وشعبيته الواسعة، لا سيما في مدينة جدة التي احتضنت لوحات تشجيعية مبهرة طوال الموسم.
رغم تفاوت النتائج الفنية، حافظت الأندية الكبرى على مكانتها الجماهيرية؛ حيث جاء الأهلي ثانيًا بـ 354,019 مشجعًا، مستفيدًا من عودته القوية لدوري المحترفين، وسط تفاعل جماهيري كبير مع حملة “عودة الراقي”.
واحتل الهلال، بطل الدوري، المركز الثالث جماهيريًا بـ 302,028 مشجعًا، فيما جاء النصر رابعًا بـ 277,821 مشجعًا، مدعومًا بالقاعدة العالمية التي وسّعها التعاقد مع النجم كريستيانو رونالدو.
برزت أندية مثل القادسية والفتح كمفاجآت على صعيد الحضور الجماهيري، إذ جاء القادسية خامسًا بـ 168,331 مشجعًا، متفوقًا على أندية أكثر تاريخًا، في مؤشر على ولاء جماهيري واضح بعد العودة لدوري المحترفين.
الفتح حلّ سادسًا بـ 131,281 مشجعًا، وهو رقم يعكس حالة ارتباط بين النادي وجماهيره رغم تواضع النتائج الفنية في بعض مراحل الموسم.
سجّلت فرق مثل الاتفاق (97,930)، الشباب (89,139)، التعاون (87,424)، وضمك (85,466) حضورًا متوسطًا نسبيًا، مع تفاوت في نسب الامتلاء، ما يعكس الحاجة إلى مبادرات جماهيرية وتسويقية لتعزيز التفاعل داخل المدرجات.
في المقابل، تذيلت أندية مثل الرياض (32,528)، الأخدود (27,100)، والفيحاء (24,531) ترتيب الحضور الجماهيري، وسط تساؤلات حول أسباب العزوف الجماهيري، سواء على مستوى الأداء، أو الارتباط المحلي، أو ضعف الحملات الترويجية.
الجمهور.. نجم الموسم الحقيقي
في المجمل، قدّم الجمهور السعودي موسمًا استثنائيًا، تأكيدًا لمكانته كأحد أبرز عناصر نجاح دوري روشن، فقد لعب دور “اللاعب رقم 12” على مدار الأسابيع، بأهازيجه وأناشيده وتنظيمه اللافت، مما جعل الملاعب السعودية محط أنظار الكرة العالمية.