مقالات وشعر

جنون اليائس (عندما تراء كل ماهو حولك يسقط) 

 

 

عبدالعزيز عطيه العنزي

أحاسيس متلاطمة تتجاوز حدود الوجود، تعبّر عن آلام عميقة وأحزان لا توصف، حزن يتجاوز قوة الكلمات للتعبير عنه. إنه حزن الكلمات الموجع الذي يتراقص بلا رحمة في أعماق الروح، يجتاح القلب ويتسلل إلى العقل. إنه عبارة عن انكسار يؤلم حينما يتعذر التعبير عنه بسهولة، ولا تكفي الحروف والكلمات لوصفه.

تكون الكلمات حينها تجرح بدلاً من أن تداوي، فتصبح سلاحًا لا يرحم، لا تستجيب له الألسنة بل تبقى الفم مغلقًا، وتتوارى العبارات والجمل وراء ستارٍ من الحزن. يتراءى العالم من دونك بالرمادية والجفاف، ويغيب أي بُريقٍ من الألوان والفرح. إنه حزن لا يمكن وصفه ولا يمكن أن يفهمه إلا من تجرّع مرارته وتداعبت به خيوطه الحادة.

في فراغ الكلمات والعبارات الجارحة، تشعر بحزن عميق يشبه سقوطك في غمرة محيطٍ لا قاع له، يبتلع الأمل ويمزق الأحلام، يُسرب بطئًا إلى أعماق الروح. تتأبّط الحروف في حيرة وترتجف عند محاولة إيصال الرسالة المترددة، تُطحن الجمل وتتلاشى الكلمات حينما تحاول أن تستسلم للحزن الموجع وتسمح له بالانتصار.

في زمن الحزن الموجع، ترقد الكلمات في أدراج القلب، تنام بلا حراك يستفيقها، وتظل تصرخ من الداخل بصمتٍ حزينٍ يتمزق فيه الوجدان. ولكن رغم هذا الحزن العميق، يمكن أن تواجه الألم بفضل الإرادة القوية، وأن تطلق الكلمات من أجل تخفيف حمولة الحزن على الروح، ولعلها البداية لشفاء الجروح وحلول النور في الظلام.

عبدالعزيز العنزي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى