مقالات وشعر

حين يتحدث القلب في يوم اليتيم العربي

بقلم الكاتبة / د. وسيلة محمود الحلبي*

في زحام الأيام تتوارى بعض القصص خلف جدران الصمت…
قصص لأرواح صغيرة، كتب عليها أن تبدأ رحلتها في الحياة بنصف قلب، أو بلا ظل يظللها من قسوة الرياح.
في يوم اليتيم العربي نصغي بقلوبنا قبل آذاننا إلى تلك الحكايات، نحملها بين ضلوعنا، ونعدها وعد المحبة والوفاء.
يوم اليتيم العربي هو احتفاء بالإنسان، وصناعة للأمل، في كل عام، ومع شهر ابريل يسطع في قلوبنا نور يومٍ مختلف، يوم يخص فئة غالية علينا جميعا. يوم اليتيم العربي يذكرنا بمسؤوليتنا الجماعية تجاه الأيتام، وهو فرصة لنجدد العهد بأن نكون لهم عائلةً وسندا.
قال تعالى: {فأما اليتيم فلا تقهر} [الضحى: 9] اليُتم ليس فقط فقدان والد أو والدة، بل هو فقدان جزء من الحماية والعاطفة والدفء أيضا. لهذا جاءت الشريعة الإسلامية، لتؤكد على حقوق اليتيم ووجوب رعايته رعايةً شاملة، جسدية ونفسية وتعليمية.
“وهذا ما تقوم به جمعية كيان للأيتام ذوي الظروف الخاصة ” حيث تعمل من القلب على تنمية وتمكين الأيتام في كل المجالات، وتحرص على حفظ حقوقهم
ود مجهم في المجتمع من خلال مشاريعها ومبادراتها وبرامجها وأنشطتها، جمعية كيان حضن آمن للأيتام وهي بيت للأيتام وهي هي اليوم تحتفل بهم من القلب ”
أيها اليتيم…. أيها النبيل الصغير…..
يا من اختبر الغياب مبكرا، وألف الوحدة قبل أن يتعلم الحروف…
نقول لك: لست وحدك
فوق هذه الأرض قلوب تنبض لك، وأيد تمتد لتساندك، وأحلام كبيرة تُطرّز باسمك فوق خرائط المستقبل.
أيها اليتيم:
أنتَ لست صفحة ناقصة من كتاب الحياة، بل قصة مكتملة، تزداد سطورها بريقا كلما قاومت الحزن، وزرعت بدلا منه زهرة أمل.
اليُتم ليس انكسارا… بل أحيانا يكون بابا يفتح نحو قوة لا يعرفها سواك.
قوة أن تنهض وحدك، أن تصنع مجدك، أن تكون أنت العائلة والأمان والإنجاز.
في يومك، نعاهدك…
أن نكون السند حين تعصف بك الحياة
أن نكون الظل حين تلهبك شمس الوحدة
أن نكون الجسر حين تضيق بك الطرقات

وهذه رسالتي لكل قلب:
في هذا اليوم، لنتذكر أن العطاء لا يقاس باليد التي تمتد بالمال فقط، بل باليد التي تمتد بالمحبة، بالكلمة الطيبة، بالابتسامة الصادقة، بالحضور الصامت الذي يقول: “أنا هنا لأجلك”.
يوم اليتيم العربي ليس مناسبةً تُطوى مع نهاية اليوم، بل هو نبض يجب أن يسري في كل يوم، وكل لحظة. لأن في كل زاوية من هذا العالم، هناك قلبٌ صغير ينتظر أن يشعر أنه ليس وحده.
أيها اليتيم: ازرع جذورك عميقًا في تربة الأمل، وارفع رأسك عاليًا نحو شمس الطموح. فالعالم يحتاج إلى قلبك، وإلى حكايتك، وإلى نورك.

*سفيرة الإعلام العربي
• مسؤولة الإعلام بجمعية كيان للأيتام

مريم المقبل

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى