
بلقيس الشميري
خذني إليكَ قليلاً أيَّـهـا القـمـرُ
فلم يعدْ لي هنا قوسٌ ولا وتَرُ
إنِّي انسلختُ من الأكوانِ قاطبةً
ماعدتُ محورها ما دامتِ الفكَرُ
ببطنِ حوتٍ ببحرٍ فاتني فنني
مُذ كانَ ليلُ الهوى يغلي ويسْتعِرُ
في الراحتينِ عبيرٌ دامَ مَوْصِلُهُ
في الجنتينِ خِمارُ الروحِ يأتَزِرُ
كم غابَ ليليَ في أشتاتِ معتركٌ
والصبحُ يشهدهُ والناسُ والسفرُ
خُذني إليكَ طويلاً أيها القَـدَرُ
عَـلِّي أُغـيّـرُ تاريـخاً بـهِ خَـطَـرُ
مراكبُ الشوقِ تحيا في تَعَلُقِها
والـنـائـمـونَ غِـرَاسٌ ما لهُ ثَـمَـرُ
ولي ابتهالاتُ قلبٍ ليسَ يبصرُها
سوى العيونِ التي تبكي وتنتظرُ
يا نخلةَ البوحِ يا تسبيحَ عابدةٍ
ألـهـاكِ عـن ذكـرهِ لـجٌّ بـهِ عَبَرُوا