
حفر الباطن ـ منى الحميد
تشهد مدينة حفر الباطن نموًا ملحوظًا في النشاط الاقتصادي، خاصة في قطاع المشاريع التجارية والفنادق، حيث أصبحت المدينة مركزًا جاذبًا للاستثمارات المحلية نظرًا لموقعها الحيوي وقربها من عدة مناطق حدودية وتجارية. وقد ساهم توسّع الحركة السكانية والتنموية في ارتفاع الطلب على الخدمات والمرافق، مما فتح الباب أمام رجال الأعمال وأصحاب المحلات والفنادق لتوسيع نشاطهم داخل المدينة. ومع تزايد الفرص وتنوع المشاريع، تظهر تساؤلات حول واقع الاستثمار في حفر الباطن، والتحديات التي يواجهها المستثمرون، وآفاق النمو المستقبلية لهذا القطاع الحيوي. في هذا التقرير نسلّط الضوء على تجارب عدد من المستثمرين المحليين ونستعرض رؤيتهم لمستقبل الاستثمار في مدينتهم،
ومن بين المستثمرين الذين كان لهم حضور بارز في هذا الحراك الاقتصادي،رجل الأعمال فارس الخليوي مالك فندق بريرا،في هذا اللقاء يحدثنا عن تجربته الاستثمارية وأسباب اختياره لحفر الباطن.
-لماذا اخترت الاستثمار في قطاع الفنادق بحفر الباطن؟
لقد اخترت الاستثمار في قطاع الفنادق بحفر الباطن نظرًا للنمو الاقتصادي المتزايد في المنطقة، وزيادة الطلب على الإقامة بالفنادق من قبل الزوار والعاملين في المشاريع الكبرى. كما أن حفر الباطن تعتبر نقطة التقاء مهمة للمسافرين بين مدن المملكة، مما يعزز من فرص إشغال الفنادق . ومن حيث النمو السكاني:يشهد سكان حفر الباطن زيادة سنوية تقدر بحوالي 3%، مما يعكس زيادة في الطلب على الإقامة والخدمات الفندقية. أيضا تتضمن المنطقة مشاريع ضخمة مثل تطوير البنية التحتية ومشاريع الإسكان، مما يزيد من جاذبية الاستثمار. على سبيل المثال، يُتوقع أن تستقطب هذه المشاريع آلافاً من العمال والمستثمرين.
– هل هناك نقص في البنية التحتية أو الخدمات التي تؤثر على قطاع الفنادق؟
نعم، لا تزال هناك بعض التحديات في البنية التحتية، مثل محدودية وسائل النقل العامة ووجود نقص في بعض الخدمات الأساسية مثل المرافق الترفيهية. تحسين هذه الجوانب يمكن أن يزيد من جاذبية الفنادق للمسافرين.
التحديات الحالية:النقل:تشير التقارير إلى أن حوالي 40% من الزوار يواجهون صعوبة في الوصول إلى الفنادق بسبب ضعف وسائل النقل العامة.
الخدمات الترفيهية:يوجد نقص في المرافق الترفيهية مثل الحدائق والمراكز التجارية، حيث تبلغ نسبة المرافق المتاحة في المدينة حوالي 50% مقارنة بالمدن الكبرى
– هل تعتقد أن حفر الباطن تمتلك مقومات جذب سياحي واستثماري كافية لدعم هذا القطاع؟
نعم، حفر الباطن تمتلك مقومات جذب سياحي مثل المواقع التاريخية والثقافية، بالإضافة إلى كونها مركزًا تجاريًا مهمًا. ومع ذلك، يتطلب الأمر مزيدًا من الترويج والتسويق لجذب السياح والمستثمرين.
المقومات السياحية والمعالم التاريخية:يوجد في حفر الباطن العديد من المعالم مثل قلعة حفر الباطن، والتي تجذب الزوار المحليين والدوليين.
– الزوار: تشير الإحصائيات إلى أن عدد الزوار للمدينة قد زاد بنسبة 15% سنويًا خلال السنوات الخمس الماضية، مما يدعم الطلب على الفنادق.
– ما التحسينات التي تعتقد أنها ستجعل حفر الباطن وجهة أكثر جاذبية للاستثمار الفندقي؟
لجعل حفر الباطن وجهة أكثر جاذبية للاستثمار الفندقي، يمكن تحسين البنية التحتية من خلال تطوير وسائل النقل والمرافق العامة. أيضًا، يجب تعزيز العروض السياحية من خلال تنظيم الفعاليات والمهرجانات، وتوفير خدمات إضافية مثل مراكز المؤتمرات والأنشطة الترفيهية.
المقترحة:
– تطوير النقل: الاستثمار في تحسين نظام النقل العام قد يزيد من الزوار بنسبة تصل إلى 20%.
– زيادة الفعاليات: تنظيم مهرجانات سنوية أو أحداث ثقافية قد يسهم في جذب المزيد من السياح. تشير دراسات إلى أن المدن التي تنظم فعاليات دورية تشهد زيادة في عدد الزوار بنسبة تتراوح بين 10-30%.
– تعزيز التسويق:تطوير حملات تسويقية تتضمن العروض الفندقية والترويج للمعالم السياحية يمكن أن يجذب مستثمرين جدد ويزيد من إشغال الفنادق.
-لماذا اخترت الاستثمار في حفر الباطن؟
اولا اشكركم علي التواصل واللقاء بخصوص سوالكم ليس هناك خيار وانما اكمال مسيره والدي رحمه الله كان لديه رؤيه خاصة لحفرالباطن فقط عملنا علي تطوير بعض الرؤيه خاصة بعد كرونا وهانحن اليوم استقطبنا علامات تجارية لحفرالباطن من خلال استثمار مباشر وغير مباشر
-هل تجد الدعم الكافي من الجهات المختصة فيما يخص التراخيص والخدمات اللوجستية؟
بالنسبه للتراخيص وخلافه الخدمات الالكترونيه تعتبر نعمة كبيره اغنت عن الكثير من الامور
-هل تشعر بأن بيئة الأعمال هنا تساعد المشاريع على النجاح؟
سؤال له عده جوانب من الاجابه فمن الموكد من يتفق ومن يختلف حيث هناك تحديات كثيره ابرزها القوه الشرائية حيث ما زالت القوه الشرائية لحفرالباطن متدنيه مما يجعل صعوبه كبيره في حضور بعض الشركات الي حفرالباطن وكذلك بعض التحديات الاخري في السوق من بعض الجهات
كما أن عمليه التنظيم بعض الجهات لما تراها تجدها تخبط مما يؤثر سلبا علي المستثمر بشكل عام علي سبيل المثال
منح التراخيص لفتح محال تجارية ومطاعم والخ في وسط الاحياء وجوانب الشوارع التجاريه ليس كل ما يطبق في المدن الاخري يناسب لحفرالباطن لا تجد هويه واضحه او شخصيه واضحه في شكل الاستثمار والتنظيم الحفر مميزه عن الاخري لعده اسباب وجود مساحات كبيره بحاجه للتطوير والعمل علي تطويرها وهذه الجهات تساعد في هروب المستثمرين بسبب هذا الامر لوجود منافذ اخري واقل تكلفه مما ينعكس سلبا علي السوق التجاري سواء من اصحاب محال او مؤجرين وكذلك في المستقبل القريب علي السوق العقاري لعدم وجود سوق مجدي ويسبب نزوح وهروب كبير للشركات والمستثمرين
-ما القطاعات التي تعتقد أنها بحاجة إلى مزيد من الاستثمارات؟
الفنادق والمنتجعات بحكم الحفر تقع في محور مهم تجاري وعسكري ، التطوير العقاري بحاجة لدراسه السوق والبئية بشكل صحيح لاستهداف السوق بالشكل الصحيح ، المصانع بشكل عام سواء مصانع اسمنت او دواجن حيث الدوله تقوم بدعم هذه المشاريع بشكل جيد.
-بصفتك من أبناء حفر الباطن،كيف ترى تطور المدينة اقتصادياً خلال السنوات الماضية؟
– تطور كبير جدا وملفت للنظر على كل الاصعده وجميع المجالات من تطور عمراني واقتصادي وسياحي وتعليمى.
-هل كان دخولك لقطاع الفنادق والتجارة ضمن خطة مدروسة أم نتيجة للفرص المتاحة؟
للاثنين معا فالفرص المتاحه كبيره وكثيره وحفر الباطن وجهة لكثير من المستثمرين وكثير من رواد الاعمال.
-مانوع الدعم أو التسهيلات التي تلقيتها من الجهات الرسمية أو الغرفة التجارية ؟
كثير من الدعم والتسهيلات من الدوائر الحكومية التي يهمها المساعدة في خلق بيئة جاذبة للعمل وكذلك تميزت غرفة حفر الباطن في جهود كبيره ومتميزه وتقديم كل الاستشارات والمساعده في تذليل كثير من الصعوبات ولعل من اهم انجازات الغرفة منتدى الاستثمار الذي اقيم في المحافظة والتوقيع على كثير من الاتفاقيات التي تخدم المحافظة
-برأيك،ما المجالات الاستثمارية التي مازالت غير مستغلة في حفر الباطن؟
حفر الباطن ارض خصبة لكثير من المشاريع والاستثمارات ومازال فرص التبادل التجاري مع الدول المجاوره كون تميز الموقع الجغرافي لحفر الباطن كذلك تفعيل طريق الكويت تجاريا بشكل اكبر.
ختاماً:
رغم التحديات التي يواجهها المستثمرون في حفر الباطن، من ضعف القوة الشرائية إلى غياب التنظيم الحضري الواضح، إلا أن المدينة لا تزال تقف على أعتاب فرصة ذهبية. فهي تتمتع بموقع استراتيجي، واحتضان حكومي متزايد للمبادرات الاقتصادية، وقاعدة سكانية آخذة في التوسع.
المعادلة اليوم ليست في غياب الفرص، بل في تهيئة البيئة المناسبة لاستقبالها. ومع وجود مستثمرين مؤمنين بقدرات المنطقة ومستعدين للمخاطرة من أجل تحقيق رؤية مستقبلية، تظل حفر الباطن قصة استثمار لم تُكتب فصولها الأخيرة بعد…
ربما لن تكون الوجهة الاستثمارية الأسهل، لكنها قد تكون الوجهة الأذكى لمن يبحث عن ريادة حقيقية ونمو طويل الأمد.