
بقلم/ مشاري محمد بن دليلة
كاتب في الشؤون الاجتماعية والثقافية
الله عز وجل عندما أمر إبراهيم عليه السلام ببناء الكعبة ، عظم البيت الحرام وجعله مقصداً من كل أنحاء الأرض ثم أمره بالأذان بالحج من كل فج عميق، ومع تعاقب الأنبياء والأزمان كانت خدمة بيت الله وقاصديه من القربات العظيمة عند البشر والكل يتسابق ليقدم ولو الشيء البسيط وفي ذلك فليتنافس المتنافسون.
إن الأعمال التي تقربك من الله عز وجل لها طعم وطمأنينة وروحانية وسعادة لا يشعر بها إلا من وفقه الله لتلك الأعمال الصالحة، ومملكتنا العربية السعودية منذ بزوغ فجرها على يد مؤسسها الملك عبد العزيز -طيب الله ثراه- وهي تقدم الغالي والنفيس لخدمة ضيوف الرحمن بأعلى جودة وتسخر القطاعات الحكومية والخاصة وغير الربحية لتذليل الصعاب في تلك الرحلة العظيمة التي قد ينفق الحاج ماله كله لأجل زيارة بيت الله إما لعمرة أو حج، ولذلك استفادت مملكتنا من كل الإمكانات التقنية الحديثة لتذليل الصعوبات فنجد استخدام الذكاء الاصطناعي والتطبيقات الذكية والتوجيه الإلكتروني واستخدام المنصات الافتراضية والأسوار الذكية وغيرها من الخدمات التي جعلت من الحج رحلة ممتعة، بل وسخرت الإمكانات البشرية وهيأت البنية التحتية فنجد الذين يتعاملون مع الحجاج ويستقبلونهم ويتحدثون معهم بلغة الحاج وييسرون له الأمر ويرشدونه .
وقد هيأت لهم الطرقات بأعلى معايير الجودة والسلامة، إن من يصطفيه الله لخدمة ضيوفه لهو موفق ويغبط على ذلك العمل العظيم فالذين يعملون في القطاع العسكري والصحي والنقل والإعلام والحج وغير الربحي والمتطوعون والكشافيون وغيرهم من الجنود لهم في شرف عظيم.
أن تعين حاجاً أو تقضي حاجته أو ترشده أو تسعى في تنظيم حجه أو تيسر له طعامه أو وسيلة نقله، هذا هو منتهى السعادة لا تشعر بها إلا إذا عدت لبيتك بعد انتهاء الموسم تجد أنك قدمت أمراً عظيماً وتشعر بالرضا النفسي ويهون التعب والنصب.
تعتري تلك الرحلة التحديات والصعوبات والمشقة والزحام ولكن سبحان ميسر الأمور يجتمع الملايين في بقعة لا تتجاوز الكيلومترات وبتوفيق من الله ثم بجهود ولاة أمرنا وأبنائهم في مملكتنا العربية السعودية يصبح الحج يسيراً ورحلة ممتعة ومقصداً لكل من أراد الحج وزيارة بيت الله الحرام، في زمن مضى كانت الناس تحج بالخيل والبعير ومشياً على الأقدام وتمضي الشهور لكي تصل إلى بيت الله الحرام وقد لا تصل، واليوم يسر الله الوصول بكل وسائل النقل الحديثة وفي ساعات نصل لبيت الله الحرام ونؤدي الركن الخامس من أركان الإسلام حج بيت الله ثم يعود كل لبلده وهو في صحة وعافية، فجزيل الشكر والامتنان لولاة أمرنا على اهتمامهم الأعظم ببيت الله الحرام وقاصديه والشكر موصول لأبناء وبنات وطننا من الموظفين والمتطوعين على تفانيهم وتقديمهم أروع القصص لخدمة ضيوف الرحمن فنحمد الله على ما منَّا به علينا ونسأل الله أن يديم علينا الأمن والأمان.