غير مصنف

رساله لموظف

بقلم الإعلامي:-صالح المحجم
يجب أن يستشعر الموظف أنه عندما يذهب إلى عمله بأنه ذاهب لطاعة لله فيقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله ينبغي للموظفين أن يستشعروا أنهم إذا جاؤوا إلى مكاتب الوظيفة أنهم في طاعة الله وفي عبادة الله، وفي الإحسان إلى عباد الله؛ حتى يكون قيامهم بالوظيفة عبادة من العبادات .. فهو في عبادة من أول الدوام إلى آخره، بل إن مشيه لهذه الوظيفة عبادة.
انتهى كلامه رحمه الله.
جُبل الانسان بطبيعته على السخط وعدم الرضا ، ويتحقَّق الرضا الوظيفي من خلال عِدَّة طرق، منها : تطوير بيئة العمل وتوفير بيئة وديَّة ليعمَّ الاحترام بين الموظفين، كذلك الاهتمام بتقليل الأعباء والإجهاد، وتوفير فرص للتقدم والترقية، وتقديم المكافآت الماليَّة والمعنويَّة كنوع من أنواع التحفيز.

وفي حال عدم الاكتراث لتحقيق الرضا الوظيفي وإجهاد الموظفين إلى حد ظهور الملل الوظيفي وعدم المبالاه والتهاون، وذلك بسبب عدم تطابق متطلبات العمل مع قدراتهم واحتياجاتهم، تتفشى ظاهرة تُسمى بالاحتراق الوظيفي، وهي حالة من الضغط العصبي المرتبط بالعمل.
ولأن لكل داء دواء، هناك أربع نصائح ذهبية للتصدي للاحتراق الوظيفي:
النصيحة الأولى هي تقبل وجود الحاسدين، بل أشكر الله على وجودهم، لأن ظهور الحاسدين دليل على أن المحسود ذو نعمة وموهبة، وهذا التميز يرفع الفرد درجة مما يثير حفيظتهم.
والنصيحة الثانية هي تجنب الإفراط في اللطف، لأن الإنسان اللطيف جداً يقع في أخطاء مثل: السعي إلى الكمال، والقيام بالتزامات تفوق طاقته، وكبت المشاعر والكتمان، والحرص على نُصح الآخرين وإنقاذهم، مما يسوقه إلى الإنهاك وعدم الاتزان النفسي
أما النصيحة الثالثة فهي الحرص على عمل الخير وتجاهل من يحاول قتل الطموح والإبداع والإنجاز،
والنصيحة الرابعة والأخيرة هي ترك الأثر الطيب من خلال طريقة الكلام والضحك والأخلاق ومحاولة فهم مشاعر الآخرين والابتعاد عن الكذب.
يجب على الموظف استشعار جانب المسؤولية لا جانب السلطة والتسلط
أخـي الموظف:
يا من عليك الإخلاص والإتقان والدقة ، يا من ائـــتُـــمِـنـتَ على قضاء مصالح المسلمين وحوائجهم.
الوظيفة وسيلةٌ للعيش الشـريف والكسب النظيف، وما من موظفٍ إلا وهو مسؤولٌ عن وظيفته، ومؤتمنٌ من خلالها على مصلحةٍ من مصالح المسلمين في حياتهم ومجتمعهم؛ لذا كان على كل موظفٍ مسلمٍ أن يجعل من وظيفته طاعةً لمولاه جل في عُلاه، وعبادةً.
أخي الموظف:
كُن سهلًا لـينًا، حبيبًا لطيفًا في تعـاملك مع مرؤوسيك ومراجعيك، وعليك بمساعدة من تستطيع منهم ومد يد العون له في حدود النظام والتعليمات، ودونما ضَـرر أو ضِـرار، وتذكَّر أن من يَسَّـر على مسلم، يسَّـر الله عليه في الدنيا والآخرة، وأن من رفق بمسلم رفق الله به في الدنيا والآخرة
فعن عائشة رضي الله عنها قالت : سمعت رسول الله صل الله عليه وسلم يقول ” اللَّهُمَّ مَنْ وَلِيَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتي شَيْئًا فَشَقَّ عَلَيْهِمْ فاشْقُقْ عَلَيْهِ، وَمَنْ وَلِيَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِي شَيْئًا فَرَفَقَ بِهِمْ فَارْفُقْ بِهِ.
أخي الموظف:
احرص على حُسن الخُلق مع من يُراجعك من المسلمين بأن تُحيـيه وتستقبله بكلمةٍ طيبةٍ، وتودعه بأحسن منها، فكم هو جميلٌ ونبيلٌ أن تُنـزِل كل إنسانٍ منـزلته احترامًا لسِنه أو لعِلمِه أو لفضلِه، وعوِّد نفسك أن تكون بشوشًا مبتسمًا قدر الإمكان، ومهما كانت ضغوط العمل ومتاعبه، إياك أن تعِدَ مراجعًا فتُخلفَ وعدكَ له، وحاول قدر استطاعتك ألَّا يخرج المراجِع من مكتبك إلا وهو راضٍ عنك، وداعيًا لك بالخيـر، حتى وإن لم تقضِ حاجته، ولا تنسَ ما صحَّ عن أبـي ذر رضي الله عنه أن النبي صل الله عليه وسلم قال له: « لا تَـحقِرنَّ من المعروف شيئًا، ولو أن تلقـى أخاك بوجهٍ طلقٍ
وختامًا

قال الله تعالى: ﴿كَلَّا إِنَّ الْإِنسَانَ لَيَطْغَىٰ أَن رَّآهُ اسْتَغْنَىٰ﴾.
لاتجعل من الكرسي الدوار ان يصيبك بالكبر والغرور ويجعلك تطغى ، وتذكر قوله تعالى: (وقفوهم انهم مسئولون)
وهنا إشارة تامه ومقنعة إنك سوف تسأل عن اعمالك وعن أقوالك التي صدرت منك وعن ظلمك لمن هم تحت ادارتك .
فاستعد للإجابة

مريم المقبل

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى