
لم تنظر يومًا إلى هذه المهنة السامية كواجب روتيني أو مصدر رزق فحسب، بل اعتبرتها جزءًا أصيلًا من كيانها، امتدادًا لفكرها، ومرآة تعكس شغفها بالحياة والمجتمع.
في مسيرتها المهنية، لم تسعَ رنا يومًا للشهرة الزائفة أو الأضواء البراقة، بل كان هدفها الأسمى هو تقديم محتوى إعلامي هادف وبناء، يلامس قضايا الناس وهمومهم بصدق وأمانة. آمنت بأن الكلمة أمانة، وأن الصورة رسالة، وأن الإعلام الحقيقي هو صوت من لا صوت له، ومنبر للحقيقة والتغيير الإيجابي.
شغفها بالإعلام لم يأتِ من فراغ، بل هو نتاج حب عميق للمعرفة والاستطلاع، ورغبة صادقة في فهم العالم من حولها ونقله بصدق ووضوح للآخرين. هذا الشغف هو الوقود الذي يدفعها دائمًا للبحث عن القصص الملهمة، وتسليط الضوء على النماذج الإيجابية، وتقديم تحليلات عميقة للقضايا المعاصرة.
أما الحب الذي تكنّه رنا للإعلام، فهو حب من نوع خاص، حب يتجاوز حدود المهنة ليصبح جزءًا من هويتها. هو حب يظهر في تفانيها في عملها، في حرصها على تقديم أفضل ما لديها، وفي إيمانها الراسخ بأهمية الدور الذي يلعبه الإعلام في بناء مجتمعات واعية ومزدهرة.
يمكن القول إن رنا مهدي ال دعير ليست مجرد إعلامية ناجحة، بل هي نموذج للإعلامي الذي يحمل رسالة، ويؤمن بقوة الكلمة، ويعشق مهنته حدّ الاندماج بها. إنها قصة نجاح ترويها الهوية والشغف والحب، وتلهم كل من يسعى لترك بصمة إيجابية في هذا العالم من خلال عدسة الإعلام الصادق والمسؤول.