غير مصنف

شمس الصباح

بقلم / مريم الحربي

في كل يوم نتألم حتي نتعلم درسا جديدا.. فالأيام تلطمني كما الأمواج في بحر غربتي.. وكل يوم ربي هو في شأن عظيم…أتألم وكأنها النهاية وما علمت إنها البداية لما هو أجمل وأجمل… فشمس الصباح العصفوري الهادئ يطل على قلبي بنسمات تريح نفسي الهشة من بكاء أدمى قلبي ليلة البارحة..
ومع كل إشراقه تتبدل دمعاتي من لوعة وحزن لتفاؤل وإشراقة ، وأعلم كل يوم وأتثبت أن بعد ليلي الدامس صباحا جديدا
وبعد حرارة شمس ، سوف يأتي أصيل تحلق به عصفورات مغردات على شجيرات رصت بتنسيق فنان.
جلست أنظر متمعنة في تلك الأشجار الباسقة غذيت بماء رقراق.. رقرق صوته علي مسامعي بنغمات الطبيعة دون تدخل يد بشريه.. جلست استمع إليها وكأني انتظر ما يطمئن قلبي عما زلزله ظلما أصابت بيتي ومملكتي ، وحينها شعرت برقرقة الدمعات علي خديي المتورمة من البكاء ، فاضت روحي مع قرب المغيب للمناجاة والنحيب حتى تفطر قلبي وانكوى كبدي وارتعش جسدي الصامد أن أتى المساء يا حبيبتي آه وآه أين شعاع الشمس هل غاب عني أين عصافيري المغردة ، هل ملت مرافقتي وأين خضار وريقات تحركت بهدوء قبل المغيب لمَ أصبحت بهذه  الوحشية حركت أوراقها تصارع رياح الشتاء العنيفة بعنفوان ، ما بالها أين الهدوء ، وهدوء الماء لماذا أصبح يضرب بقوة على تراب غابتي … ورائحة تراب تزلزل كياني .

أطبقت على مذكرتي وقلمي ولملمت ردائي حتى لا يبتل ويثقل خطاي… وارتديت حذائي وأنا أنظر هنا وهناك ، وهربت مسرعة في ليل أسود بهيم يلفحني الهواء البارد في جبيني ومعصمي فتنزلق حذائي متقطعة ، كما قلبي .

وأنظر عليَ أصلحها أم أتركها وكان عنفوان الطبيعة يرغمني على تركها مقطعة وهربت أجري وأجر خلفي ويلات الألم والحسرة وطرت كما النسر في البريه لألتقي ببساط فرش بعناية أمام عنفوان الليل والرياح والبكاء ، وارتميت به ملتجئه بربي جابر الكسور وأنه عظيم ورحيم بي وإن تعبت وهاب لي أن انحرمت وكيلا لي وإن بقيت وحيده وأخذت دون وعي وإدراك أبكي واجهش وا رباه وا رباه وا رباه فربي لطلبي عليم ، بكيت وا رباه وا رباه حتى أعياني الليل نمت نوم المغشي عليه لتوقظني من جديد شعاع أصفر وتغريد عصفور وأيضا شجيرات خضر ،كما لو كنت أحلم ..

شعبان توكل

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى