مقالات وشعر

شهود الله تعالى في أرضه

 

بقلم: د. عثمان بن عبدالعزيز آل عثمان

الحمد لله رب العالمين، الذي جعل للإنسان أثرًا طيبًا يُذكر به بين الناس، وجعل شهادتهم على أعماله معيارًا يعكس حسن سيرته وأخلاقه. قال النبي صلى الله عليه وسلم:

“أنتم شهداء الله في الأرض” (رواه البخاري ومسلم). فالإنسان الصالح يترك بصمته المشرقة في حياته، فتظل مآثره وأفعاله الطيبة خالدة، ويُحاط بذكر جميل يبقى شاهدًا على فضله وإحسانه في الدنيا.

شهادة الناس ليست مجرد كلمات عابرة، بل هي انعكاس لصدق أفعاله ونبل صفاته، فعندما يُذكر الإنسان بخير، فإن ذلك دليل على أن الله سبحانه وتعالى قد حباه قبولًا في الأرض. كما قال النبي صلى الله عليه وسلم:

“إذا أحب الله عبدًا، نادى جبريل: إن الله يحب فلانًا فأحبه، فيحبه جبريل، ثم ينادي في أهل السماء: إن الله يحب فلانًا فأحبوه، فيحبه أهل السماء، ثم يُوضع له القبول في الأرض” (رواه مسلم).

ومع ذلك، فإن مدح الإنسان، أو الإشادة بفضله يجب أن يكون متوازنًا ومعتدلًا، بعيدًا عن الغلو الذي قد يؤدي إلى الغرور ،أو العجب، وينبغي أن يكون المدح صادقًا، يعبر عن الخير الحقيقي دون مبالغة أو تزلف. كما يجب أن يُركز على القيم السامية مثل الإخلاص، الأمانة، الإحسان، حب الخير، والتضحية من أجل الآخرين.

كل ما يناله الإنسان من فضل هو من فضل الله عز وجل. قال تعالى:

“وما بكم من نعمة فمن الله” (النحل: 53). فلا ينبغي للممدوح أن يغتر بما لديه، بل يجب أن يُرجع كل خير لله رب العالمين، ويشكره على ما وهبه من توفيق وفضل.

شهادة الناس على الخير أداة عظيمة لنشر الفضائل، وترسيخ القيم النبيلة في المجتمع؛ فهي دعوة صامتة لكل فرد ليترك أثرًا طيبًا وسيرة عطرة، وما أعظم أن يُذكر الإنسان بخير في حياته وبعد رحيله؛ ليكون ذكره الطيب دعاءً مستمرًا وثوابًا جاريًا يُرافقه في قبره.

الناس شهود الله في أرضه، وشهادتهم قول حقيقي لما تركه الإنسان من بصمات في حياته. نسأل الله العظيم أن يجعلنا وإياكم ممن يُذكرون بخير، ويُجزون بالحسنى في الآخرة، وأن يكتب لنا وجميع المسلمين والمسلمات القبول في الأرض وفي السماء.

سلمى حسن

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى