
✍🏻 بشائر الحمراني
في عالمٍ يضجّ بالضجيج، كانت بشائر الحمراني تكتب بصمت. في زمنٍ تُقاس فيه النجاحات بالمظاهر، سطّرت هي قصتها على صفحات التحدي، لتثبت أن الكلمة أقوى من الحركة، وأن الصوت ليس فقط ما يُقال، بل ما يُشعَر به.
“متحدثة في عالم أصم” — ليس مجرد عنوان لكتاب، بل هو اختزال لمسيرة امرأة تحدّت قيد الإعاقة، وانطلقت تروي قصتها بشجاعة. قصة وُلدت من رحم الألم، وتغذّت من صبر أم، ومن حضن أب، ومن ضجيج داخلي ما سكت يومًا.
بشائر الحمراني، الكاتبة السعودية التي أصبحت أول صوتٍ يكتب بلغة الصمت… جعلت من معاناتها منصة، ومن إعاقتها هوية، ومن ألمها قلمًا يُشبه صوتها، رغم أن الواقع لم يكن دومًا منصفًا.
في كتابها الذي حصد تفاعلًا لافتًا تحت عنوان “متحدثة في عالم أصم”، روت بشائر قصصًا حقيقية، لم تكتف فيها بسرد التجربة، بل عمّقتها بفلسفة الحياة والإنسان، وبلغة تشبه الحنين والوجع معًا.
الرسائل المضمّنة في الكتاب تمسّ كل قارئ:
• عن الطفلة التي طُردت من الفصل لأنها لم تمسك المسطرة جيدًا
• عن الحلم الجامعي الذي كاد يُجهض بسبب خانة “معاقة”
• عن الأب الذي رحل، وترك وراءه ابنة تقف باسمه
• عن كل من لا يرى إلا الظاهر، ولا يسمع إلا من يتكلم بصوتٍ مرتفع
كتبت لتقول:
“أنا المعاقة التي لم تستطع رسم شكل هندسي، لكنها رسمت عالمًا بأكمله من الحبر والوجدان.”
اليوم، تسير بشائر بخطى ثابتة نحو أن تصبح واحدة من الأصوات المؤثرة في العالم العربي، ليس فقط لأنها كاتبة، بل لأنها “رسولةُ الحياة” التي قررت أن تحوّل التحدي إلى رسالة، والحكاية إلى حراك.
وفي زمن نحتاج فيه لصوت يُشبه الحقيقة…
كانت بشائر الحمراني، صوتًا في عالمٍ أصم.