مقالات وشعر

ضبط النفس عند الغضب

بقلم: إبراهيم النعمي – جازان

التحلي بالصبر وضبط النفس عند الغضب من أسمى الصفات التي حثنا عليها ديننا الإسلامي، وهو خلق عظيم لا يتحلى به إلا العقلاء.

ذات يوم، كنت أقود سيارتي متجهًا لزيارة بعض أقاربي في حي بعيد عن منزلي. وفي أثناء سيري، وجدت سيارة تقف في منتصف الطريق، بشكل لا يسمح لي بالمرور. ولأنني كثيرًا ما أُصادف من يوقفون سياراتهم بلا مبالاة في عرض الطريق، ظننت أن الموقف يتكرر من جديد.

فأخذت أضغط على منبّه السيارة مرارًا، في غضبٍ واستياء، استمر لدقائق. وفجأة، فُتح باب أحد المنازل القريبة، وخرجت منه امرأة تدفع عربة متحركة، وعلى العربة امرأة مقعدة، تتجه بها نحو السيارة المتوقفة، لتُعينها على الركوب.

حين رأيت هذا المشهد، شعرت بمرارة الندم، وغصّت عيني بالدموع، وأدركت أنني استعجلت في الحكم، وأخطأت في رد الفعل. عدت بسيارتي إلى الخلف لمسافة طويلة، وانصرفت وأنا ألوم نفسي على استعجالي وعدم صبري، وكان الأجدر بي أن أتمهّل وأحسن الظن.

قال الله تعالى: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا” [سورة آل عمران: 200]

وقال النبي صلى الله عليه وسلم: “ليس الشديد بالصرعة، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب”.

وقالوا: “امشِ برفقٍ في حياة الآخرين، فليست كل الجروح مرئية دائمًا”.

حقًا، إن الغضب يُعمي البصيرة، ويسيء الحكم، وقد قيل أيضًا: “اتقوا الغضب، فإنه يفسد الإيمان كما يفسد الصبر العسل”.

فلنكن رحماء متأنّين، نحسن الظن، ونتمثل الصبر في أقوالنا وأفعالنا، ففي ذلك رفعة لنا وسلامة للقلوب.

مريم المقبل

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى