
غيداء الغامدي – جدة
تزامنًا مع اليوم العالمي للصحة النفسية الذي صادف أمس الخميس العاشر من أكتوبر 2024 كشف طبيب الروماتيزم وهشاشة العظام الدكتور ضياء حسين ، أنه عند استجواب مرضى الروماتويد والذئبة الحمراء والألم العضلي الليفي والتهاب المفاصل الصدفي لرصد التأثير النفسي عليهم وجدت أن نسبة كبيرة منهم قد تعرضوا إلى صدمات نفسية قبل بدء المرض مثل وفاة أحد الأقارب -وخاصة الزوج أو الطلاق أو ظلم الزوجة السابقة بعد ارتباطه بزوجة أخرى, وتخلي الأبناء أو البنات عن والديهم ، أو إسكانهما في مأوى العجزة ؛ وبالتالي ليس لهن دعم أسري ، كذلك فإن فقدان الوظيفة أو تغيرها أو مشاكل خطيرة في العمل أو ازدياد المسؤولية في البيت والمشاكل الجنسية جميعها تعد من الضغوط الكبرى التي يتعرض لها الفرد قبل المرض ، ومن كل ما سبق استنتج العلماء بأن ما يحدث في دماغنا يؤثر على أجسامنا.
وتابع “حسين”: بعد نشر ثلاث دراسات طولية كبيرة وجدت أن الاكتئاب يزيد من خطر الإصابة بالروماتويد والتهاب المفاصل الصدفي بنسبة 28-65% ، كما تبين أن له علاقة مع أمراض الجهاز الهضمي ( التهاب الأمعاء) أو الأمراض الجلدية ( الثعلبة البقعية والبهاق ) والأمراض المناعية الأخرى.
وأضاف : في دراسة نشرتها مجلة التهاب المفاصل والروماتيزم الأمريكية وجدت أن النساء المصابات بالصدمات النفسية أكثر عرضة لداء الذئبة الحمراء بثلاثة أضعاف مقارنة مع اللواتي لم يتعرضن لاضطراب نفسي ، وقد تؤدي التحديات التي يواجهها مريض الذئبة لتفاقم أعراض المرض النفسي.
وختم “حسين” حديثه بقوله:
يمكن أن يكون للأنشطة النفسية الإيجابية، مثل الاسترخاء والتأمل والتمارين الرياضية اللطيفة، تأثير إيجابي على صحة الجسم والنفس، وتساعد في تحسين جودة الحياة وإدارة الأمراض المناعية ، داعيًا إلى ضرورة الاهتمام وعلاج المشاكل النفسية عند معالجة هذه الأمراض لأن ذلك يساعد في تخفيف الأعراض وأيضا قد يخفض احتمالات الوفاة بأمراض الأوعية الدموية، ولأهمية السعادة الزوجية فقد أكدت دراسة بجامعة جونز هوبكنز فى بالتيمور أن الاستقرار العاطفي يعد من العوامل التى لها تأثير بالغ على الأحاسيس الجسدية مثل الألم ، وأن الزواج السعيد يمثل حلا سريعًا وبشكل أفضل في علاج آلام المفاصل خاصة الروماتويد عن المريض الذى يعيش بدون سعادة زوجية.