محليات

ضياع في غيمة بيضاء

 

فاطمة البلوي

كنتُ أمشي بخُطى واثقة..

أحمل بين يديّ مشاريع وأحلاماً نَمَت معي..

رسمتُ لها ألف خريطة..

وأعددت لها وقتًا كان يبدو قريبًا..

لكن

لحظة واحدة…

فقط لحظة..

كانت كفيلة بأن تغيّر كل شيء…

حين عرفتُ عن مرضي “التصلب اللويحي”، ..

شعرتُ وكأن الأرض انكمشت تحت قدمي..

وكأن كل الطرق التي رسمتها انطفأت إشاراتها..

لم أكن أعرفه…

لم أسمع به من قبل…

فبدأت أبحث..

أقرأ..

وأغوص في هاوية من الأسئلة الثقيلة..

كل سطر عن هذا المرض كان كمرآة مشروخة..

تعكس وجهي المنهك..

وعينيَّ اللتين خذلهما البكاء..

وقلبي التائه بين الحيرة والخوف..

تذكّرت لحظات الانهيار التي لم أفهمها حينها…

تذكّرت تعبي الذي لم أجد له اسماً..

وحزني الذي ظننته مزاجًا عابرًا…

وضعفي الذي أنكرته

كي لا أبدو ضعيفه..

اليوم..

لا زلتُ أبحث عنّي وسط هذا الضباب..

أحاول جمع شتات ما تبقّى

من أحلامي..

وإعادة ترتيب مشاريع

كنت أظنها سهلة..

فصارت الآن تحتاج قلبًا أقوى ونفَسًا أطول…

لم أعد كما كنت…

لكن

ربمافقط ربما أكون شيئًا جديدًا

أكثر وعيًا…

أكثر صبرًا…

وأكثر حُبًا للحياة..

رغم كل شيء..

بقلمي /فاطمة البلوي مريضة تصلب لويحي (Ms)🥹

سلمى حسن

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى