محليات

طبيب روماتيزم: 70 % من مرضى الروماتويد تعرضوا لصدمات نفسية وعاطفية قبل المرض

غيداء موسى – جدة

في وقت يحتفل المجتمع الدولي بفعاليات اليوم العالمي للتوتر في العاشر من يونيو الجاري 2025 ، بهدف زيادة وعي المجتمع بالتوتر وكيفية السيطرة عليه وتجنب جميع مصادره حذر طب الروماتيزم وهشاشة العظام الدكتور ضياء حسين مرضى الروماتيزم وتحديدا الروماتويد من التعرض للصدمات النفسية، لافتا إلى وجود علاقة بين الغضب والروماتويد.
وأشار إلى استبانة أجراها على المرضى كشفت أن هناك عوامل تلعب دوراً كبيراً في تفاقم المرض أو حدوث النوبة الحادة ومنها الصدمة النفسية والجسدية، إذ تبين أثناء الحديث مع المرضى عن مدى التأثير النفسي عليهم وجدت أن نسبة كبيرة تتجاوز 70% تعرضوا إلى صدمات نفسية قبل المرض بأسابيع مثل وفاة شريك الحياة أو أحد أفراد الأسرة المقربين، الطلاق، فقد أو تغيير الوظيفة، مشكلات الزوجة السابقة بعد ارتباطه بزوجة أخرى، والمسنين المقيمين في دور الرعاية والذين ليس لهم دعم أسري.
وأوضح أن دراسة أجريت في جامعة واشنطن أثبتت صحة الربط بين المواقف التي تسبب التوتر النفسي، إذ وجد أن أشد حالات التوتر كانت بسبب موت شريك الحياة يليها الطلاق ثم ظروف أخرى، وكشفت الدراسة أنه كلما تعرض الشخص لموقف فيه إجهاد نفسي زادت خطورة الإصابة بالمرض، كما أن المصاب بالمرض تزداد شدة مرضه عند تعرضه لصدمة نفسية.
وقال إن الروماتويد يعد أكثر الأمراض الروماتيزمية انتشاراً بعد الفُصال العظمي (خشونة المفاصل)، ويعد مناعياً، إذ إن بعض الأجسام المضادة وخلايا الجهاز المناعي للجسم تعمل بنشاط زائد في الروماتويد فتهاجم النسيج المفصلي وبالتالي تحطم الجهاز المناعي نفسه لذلك سُمي بالمرض المناعي الذاتي، وسببه ما زال مجهولاً ويعتقد بأنه قد تكون ظاهرة ناتجة عن عنصر التهابي عند الشخص المهيأ وراثياً.
وأكمل: هناك بعض الدراسات أخرى بينت أيضا وجود علاقة بين الذئبة الحمراء والغضب أو الكآبة، فالذئبة الحمراء تعتبر من أشكال الروماتيزم المزمن وهي مرض مناعي ذاتي مجهول السبب ، وهناك عدة آليات يمكنها تفسير هذه العلاقة ومنها ما اقترحته بعض الدراسات من أن هذه العوامل النفسية قد تؤثر على الغدة النخامية والغدة الكظرية مما يؤدي إلى إفراز هرمون البرولاكتين والكورتيزول واللذان يلعبان دوراً في بدء الالتهاب المفصلي.
ونوه د.ضياء أن الوقاية والتشخيص المبكر والعلاج الفعال للكآبة له أهمية كبيرة للإقلال من العجز المترافق مع الذئبة الحمراء، وكذلك فإن بعض المرضى المصابين بالذئبة الحمراء يحتاجون لعلاج مكثف سواءً نفسيا أو دوائيا أو كليهما، وضرورة الابتعاد عن التوتر والغضب وأن نتذكر حديث الرسول صلى الله عليه وسلم (لاتغضب ولك الجنة).
وينصح د.ضياء جميع أفراد المجتمع بضرورة الحرص على ممارسة الرياضة لكونها تطلق الإندورفين (منشطات المزاج الطبيعية في الجسم) ، الحرص على تناول الطعام الصحي يوميا وغني بالفواكه والخضراوات ، الحد من تناول مشروبات الكافيين كالقهوة الداكنة والشاي والحرص على العصائر الطازجة والماء ، الحرص على النوم الصحي بساعاته وجودته ، وهنا ينصح أيضا بتطبيق روتين نوم منتظم، وتوفير بيئة صديقة للنوم، وخالية من عوامل التشتيت مثل الأجهزة الإلكترونية، والتلفزيون ، المحافظة على العلاقات الاجتماعية الإيجابية والتي تعزز المعنويات ، الحرص على إدارة الوقت بشكل إيجابي ومفيد وعدم هدره في غير المفيد ، ممارسة الهوايات المحببة والأنشطة الترفيهية ، فذلك يساعد في تجنب التوتر والاسترخاء وتجنب الضغوط.

مريم المقبل

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى