
بقلم:
د. تركي العيار
أستاذ الإعلام بجامعة الملك سعود
حلّ علينا يوم الخميس الماضي، أول أيام العام الهجري الجديد 1447هـ، إيذانًا بانطلاقة زمنية جديدة تحمل بين طياتها آمالًا وتطلعات، وتمنحنا الفرصة لإعادة النظر في ما مضى واستشراف ما هو آتٍ. لقد ودّعنا عامًا انقضى بكل ما فيه من أفراح وأتراح، من نجاحات وإخفاقات، من دروس وتجارب، وها نحن نطوي صفحته، غير آسفين على ما فات، ولا عالقين في سجن الذكريات مهما كانت جميلة.إن التوقف الطويل عند الماضي، والتغني بذكرياته، لا يصنع حاضرًا ولا يبني مستقبلًا. فالماضي قد مضى، بكل ما حمله، وقد أدى رسالته، وترك لنا عبره، أما المستقبل فهو الميدان الحقيقي لصناعة المجد وتحقيق الطموح. ومن واجبنا أن نكون أبناء اللحظة، نغتنم الحاضر وننظر إلى الأمام بكل ثقة وبعين الطموح والعزم، لا بعين الندم أو الحنين السلبي.فمع إشراقة هذا العام الجديد، تُفتح أمامنا أبواب التفاؤل والعمل، وتُرسم لنا خرائط جديدة للإنجاز. علينا أن نبدأ عامنا بخطة واضحة وأهداف محددة مرسومة بعناية، لا نركن فيها إلى التمنيات وحدها، بل نستخدم كل الوسائل المتاحة والطاقات الممكنة لتحقيق طموحاتنا. فالنجاح لا يتحقق بالصدفة، بل هو ثمرة الرؤية الواضحة والثاقبة، والانضباط، والإصرار.
إنّ العام الجديد ليس مجرد تغيير في التاريخ، بل هو دعوة صامتة للتغيير الداخلي، للارتقاء الذاتي، للعودة إلى المبادئ والقيم، وتصفية النية، وتصحيح المسار. هو فرصة ايضا لنراجع علاقتنا بأنفسنا، وبالآخرين، وبخالقنا، ونجعل من كل يوم في هذا العام لبنة جديدة في بناء ذواتنا، ومجتمعنا، وأمتنا. فلنستقبل عام 1447هـ بروح جديدة مليئة بالتفاؤل، لا تحبطها العثرات، ولا تثنيها الصعوبات، ولنجعل من هذه البداية منطلقًا لحياة أكثر اتزانًا وعملًا ورضا. ولنتذكر دومًا أن المستقبل يُصنع اليوم، في قراراتنا، في أعمالنا، في أحلامنا التي نحولها إلى واقع ملموس. وكل عام وأنتم جميعا بخير، جعله الله عامًا هجريًا مباركًا حافلًا بالخير والعطاء والإنجاز والتوفيق للجميع.