مقالات وشعر

عُبَابُ الْأَمْسِ

بقلم ابراهيم الجعفري
شادي الساحل

مَخَرَتْ عُبَابَ الْأَمْسِ نَحْوَ غِيَابِي
وَ رَسَتْ؛ لِتَنْظرَ فِي سُطُورِ كِتَابِي

قَدْ أَبْحَرَتْ مِنْ مَرْفَأ الْوَجْدِ الّذي
أَحَكَمْتُ دُونَ طُيوفهِ أَبْوابِي

ذِكْرَى مِنَ الْمَاضِي تَنُوءُ بدَمْعَةٍ
-مَوْجٌ مِنَ الأشْوَاقِ حَرَّكَ مَا بِي

أَسْرَعْتُ لِلْأهْدَابِ أَحبِسُ عَبْرَتِي
فَوَجَدْتُهَا سَبَقَتْ إِلَى أهْدَابِي

هِي عَبْرَةٌ ضَمَّتْ فُصُولَ حِكَايَةٍ
سَطَّرْتُها وَالشَّوْقُ في مِحْرَابِي

دَمْعٌ حَوَى آهًا تُجَادِلُ بَسَمَةً
وَطُيُورَ شَوْقِي تَهْتَدِي بِسَرَابِ

وَ حَوَى الرَّبيعَ بَدَا بأَجْمَلِ حُلَّةٍ
وَالصَّيْفَ فِيهِ مِثْل وَجْهِ غُرَابِ

وَ الْبَدْرَ قَدْ فَضَحَ الظَّلَامَ بنُورِهِ
أَدْمَتْهُ سُودُ سَحَائِبٍ بِحِرابِ

وَ اللَّيْلُ يُقَسِمُ مَا تَوَاطَأَ ، أَنَّهُ-
-يَهْوى اكْتِمَالَ الْبَدرِ ! يَا لِعُجَابِي

عَجَبًا لَهُ كَيْفَ اسْتَبَاحَ سَوَادُهُ-
-ثَكْلَ الصَّبَاحِ..وحَلّ فِي أَهْدَابِي ؟

لَا بَأسَ يَا عَيْنِي عَلَيْكِ وَ أَنْتَ يَا-
-حَرْفاً تَبْسَّمَ فِي لِقَاءِ عِذَابِي-

-وَجْهًا أُقَبِّلُ فِيهِ طَيْفَ حبيبةٍ
أَوْدَعْتُ فِيهِ نَدَامَتِي وَعِتَابِي

لِلْأَمْسِ سِكِّينٌ وَلِلذِّكْرَى يَدٌ
كَمْ حَاوَلَتْ طَعْنِي بِلَا أَسْبَابِ

يَا هِنْدُ: هَذَا اللَّيلُ طَالَ سَوَادُهُ
تاللهِ قَدْ بَلَغَ التَّمَامَ نِصَابي

أَفْنَيتُ أَقْلَاَمِي بِذِكْرِكِ رَاجِيًا
أَنْ أَلْتَقِيكِ عَلَى سُطُورِ كِتَابِي

قَدْ تَلْتَقِي عَيْنِي بعَيْنِكِ..رُبَّمَا
وَ تَرَيْنَ بَعْضَ الأَمْسِ وَسْطَ ثِيَابِي

فَإِذَا الْعُيُونِ تَعَانَقَتْ فِي لَهْفَةٍ
وَ حَكَتْ لَوَاعِجَ حُرْقَةٍ وَغِيَابِ

لَا تَسْأَلِي مَاذَا وَكَيْفَ..عيوننا-
باحت..بِكُلِّ مَلَامٍةٍ وَ عِتَابِ

 

مريم المقبل

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى