
رحمه الشهري-تبوك
في زحمة الحياة وروتينها، يجي العيد كفسحة ضوء، وكأن الزمن يوقف لحظة لكي يقول لنا: “استمتعوا، افرحوا، وتشاركوا الحب.” فرحة العيد ليست مجرد طقوس دينية أو عادات اجتماعية، إنما هي شعور عميق بالبهجة والانتماء، يبدأ من أعماق القلب وينتشر في تفاصيل اليوم.
واحدة من أصدق مظاهر هذه الفرحة هي لبس الثوب الجديد. منذ الطفولة، نربط العيد باللبس الجديد، ليس فقط لأنه جميل أو أنيق، لكن لأنه رمز لبداية جديدة، صفحة بيضاء، وتجديد للنفس. فالثوب الجديد يحمل معناه أكثر من مظهره. هو رسالة غير معلنة بأننا نستحق الفرح، وأننا نستقبل العيد بكامل زينتنا الداخلية والخارجية.
الأطفال ينتظرون لحظة لبس ثيابهم الجديدة وكأنهم أمراء في حفل خاص، يركضون بين البيوت والقلوب، يشعلون الأجواء ضحكًا وبراءة. والكبار – مهما حاولوا إخفاء ذلك – يبتسمون بعمق عند ارتداء الجديد، وكأنهم يعودون للحظة من طفولتهم.
الجميل أن فرحة العيد لا تأتي وحدها. تجي معها الروائح العطرة، الزيارات العائلية، التهاني الدافئة، وصوت التكبير الذي يملأ القلوب طمأنينة. كل هذه التفاصيل الصغيرة تصنع لوحة كبيرة اسمها “العيد”، ولو تأملنا في كل جزء منها، سنرى أنها ليست مجرّد مظاهر، بل مشاعر حقيقية تنبع من الاحتياج الإنساني للتجدد والاحتفال.
في النهاية، فرحة العيد ولبس الثوب الجديد ما همّا إلا جزء بسيط من الصورة، لكنهم يختصرون الكثير: حب، بهجة، أمل، وانطلاقة جديدة. فكل عام وأنتم تلبسون الفرح كما تلبسون الجديد، وتحتفلون بكل ما هو جميل فيكم وفيمن حولكم.