
صالح الصواط – مكة المكرمة
ألقى معالي الشيخ الدكتور فهد بن عبدالعزيز الماجد، الأمين العام لهيئة كبار العلماء عضو هيئة كبار العلماء، الدرس الرابع ضمن سلسلة دروسه في تفسير سورة الفاتحة، وذلك في رحاب المسجد الحرام، بحضور جمع غفير من طلاب العلم والمصلين.
واستهل معاليه المجلس بحمد الله والثناء عليه، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم، موصياً الحضور بتقوى الله عز وجل، ومذكّراً بأهمية الاعتراف بنعم الله واستثمارها في طاعته، ومحذراً من الاغترار بزخارف الدنيا ومتاعها الزائل.
وانتقل معاليه بعد ذلك إلى تفسير قوله تعالى: (اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ)، مبيناً أنها تتضمن أعظم دعاء وأهم مطلب للعبد، وهو طلب الهداية إلى الطريق الموصل إلى رضا الله وجنته، موضحاً أن قراءة هذه الآية في كل ركعة من الصلاة يدل على أهمية هذا الدعاء وضرورته المستمرة.
وأشار إلى أن الهداية نوعان:
• هداية الدلالة والإرشاد
• هداية التوفيق والإلهام
مؤكداً أن كلا النوعين مقصودٌ في هذه الآية.
وأكد معاليه أن الصراط المستقيم هو الإسلام الحق، وأن العبد في أمسّ الحاجة إلى الهداية في كل وقت، مستشهداً بتفسير الشيخ عبدالرحمن السعدي رحمه الله، الذي فرّق بين الهداية إلى الصراط، وهي الالتزام بالإسلام، والهداية في الصراط، وهي العلم بتفاصيل الدين والعمل بها.
كما تناول معاليه الجوانب اللغوية والبلاغية في الآية، موضحاً أن “أل” في “الصراط” للعهد الذهني، وأن الصراط هو الطريق الواضح المستقيم الموصل إلى الغاية، مشيراً إلى اختلاف القراء في نطق الكلمة بين السين والصاد.
وفي تفسيره لقوله تعالى: (صراط الذين أنعمت عليهم)، أوضح أن النعمة تشمل كل خير دنيوي وديني وأخروي، وأن المنعَم عليهم هم المذكورون في قوله تعالى: (من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين)، داعياً إلى الاقتداء بهم والسير على نهجهم.
أما في قوله تعالى: (غير المغضوب عليهم ولا الضالين)، فقد بيّن معاليه أن جمهور العلماء يرون أن المقصود بهم اليهود والنصارى، محذّراً من اتباع مسالكهم، ومؤكداً أن غضب الله صفة من صفاته العظيمة، نثبتها له كما يليق بجلاله، من غير تمثيل ولا تعطيل.
واختُتم المجلس بتوضيح حكم قول “آمين” بعد الفاتحة، مؤكداً أنها ليست آية من السورة، وإنما سُنّة مستحبّة بإجماع جمهور العلماء، تُقال في الصلاة الجهرية والسرية، سواء كان المصلّي إماماً أو مأموماً أو منفرداً.
وخُتم المجلس بالثناء على الله بما هو أهله، والصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم، والدعاء للحاضرين ولعموم المسلمين.