غير مصنف

كيف أبهرت المملكة العالم بتنظيم الحج هذا العام 1446؟

 

بقلم : المحامية : جوهرة سالم المسعدي

مع اختتام مناسك حج عام 1446 هـ، يتردد صدى الإشادة والإعجاب عالميًا بالنجاح التنظيمي غير المسبوق الذي حققته المملكة العربية السعودية. لم يكن هذا العام مجرد موسم حج اعتيادي، بل كان عرضًا حيًا لكفاءة منقطعة النظير، حيث استطاعت المملكة أن تُبهر العالم بقدرتها على إدارة وتسهيل رحلة إيمانية لملايين الحجاج القادمين من كل فج عميق، ضامنةً لهم الأمن والأمان واليسر في كل خطوة.

لم يكن هذا الإبهار محض صدفة، بل هو ثمرة عمل دؤوب، وتخطيط استراتيجي طويل الأمد، وتفانٍ مطلق في خدمة ضيوف الرحمن، وهي مهمة تتشرف بها المملكة وتضعها على رأس أولوياتها الوطنية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء – حفظهما الله.

وقد تجلت قدرة المملكة على إبهار العالم في عدة جوانب محورية و لقد استثمرت المملكة العربية السعودية مليارات في تطوير وتوسيع البنية التحتية للمشاعر المقدسة. وقد شهدنا كفاءة عالية لشبكة الطرق الحديثة، والجسور المتعددة الطوابق، وشبكة قطار المشاعر التي تُعد شريانًا حيويًا لتنقل الحجاج بسلاسة وسرعة غير مسبوقة بين المشاعر، مما خفف الازدحام بشكل كبير ويسّر أداء المناسك وتمت إدارة الحشود بتقنيات متقدمة وكان تحديًا لوجستيًا هائلاً. وقد نجحت المملكة في ذلك بامتياز، مستفيدةً من أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات. أنظمة المراقبة المتطورة، والتطبيقات الذكية التي توفر إرشادات فورية، والمنصات الإلكترونية لتسهيل الإجراءات، كلها أسهمت في ضمان تدفق آمن ومنظم للحجاج في الطواف والسعي ورمي الجمرات، مع سرعة استجابة لأي طارئ.

وقد وضعت صحة الحجاج على رأس الأولويات. وعملت فرق طبية متخصصة على مدار الساعة لتقديم الرعاية الوقائية والعلاجية الفورية. هذا التخطيط المسبق والتجهيز المتكامل للخدمات الطبية قلل من المخاطر الصحية ووفر بيئة آمنة للمرضى وكبار السن.

طوال رحلتهم كان الشعور لهم الأمن والطمأنينة. وتعاون جميع الجهات لضمان انسيابية الحركة، ومكافحة أي ظواهر سلبية، كل ذلك خلق أجواء من السكينة والخشوع، مما سمح لضيوف الرحمن بالتركيز على أداء فريضتهم بعيدًا عن أي قلق.

والحمد نحن في عهد مستمر من العطاء والتميز في التنظيم والإدارة والخدمة، وحظي بإشادات واسعة من المنظمات الدولية والبعثات الدبلوماسية ووسائل الإعلام العالمية. إنه شهادة حية على التزام المملكة الراسخ بمسؤوليتها تجاه المسلمين حول العالم، وتفانيها في توفير أفضل الظروف لأداء الركن الخامس من أركان الإسلام.

مع انتهاء هذا الموسم المبارك، تؤكد المملكة العربية السعودية عزمها على مواصلة مسيرة التطوير والتحسين، لتبقى دائمًا في طليعة الدول التي تقدم خدمة الحرمين الشريفين وضيوف الرحمن بأعلى مستويات الجودة والتميز. إنه نجاح لا يقتصر على عام واحد، بل هو عهد متجدد من العطاء، يُرسّخ مكانة المملكة كقلب نابض للعالم الإسلامي.

سلمى حسن

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى