
بقلم :
تركي بن فهد بن ثنيان آل ثنيان
في قلب العاصمة، حيث تتلاقى رمزية الدولة بنبض التنمية، يتجلى دور نائب أمير منطقة الرياض، صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن عبدالرحمن بن عبدالعزيز آل سعود، كأنموذج نادر للقيادة المتزنة، التي لا تبحث عن الأضواء، لكنها تصنع الأثر.
ليس الحديث هنا عن ألقاب أو أنساب، بل عن واقع يُرى في تفاصيل التعامل، وفي هدوء الحضور، وفي حكمة القرار. من يلتقي الأمير محمد يلحظ سريعًا أنه أمام رجلٍ يجمع بين الحزم الهادئ واللطف المقرون بالهيبة، في معادلة قلّما تُرى في العمل العام.
ولد الأمير محمد في بيت لا يعرف إلا المسؤولية؛ فهو حفيد المؤسس، وابن سمو سيدي – رحمه الله – نائب وزير الدفاع السابق، صاحب السمو الملكي الأمير عبدالرحمن بن عبدالعزيز، رجلٍ عُرف عنه التدين والعدل والاعتدال. وهذا ليس مجرد إرث يُتوارث، بل مدرسة تربوية تُشكّل الشخصية من الداخل. وحين تولّى الأمير محمد منصبه نائبًا لأمير الرياض، لم يكن ذلك مجرد “تعيين رسمي”، بل اختيار مدروس من خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين، لمنطقةٍ تحمل طابع العاصمة بكل ما فيها من تنوع وتعقيد وحساسية رمزية.
وفي زمنٍ أصبح فيه الضجيج هو القاعدة ، جاء الأمير محمد ليُقدّم نموذجًا مختلفًا، حيث الهدوء لا يعني الغياب، بل يعني الحضور المتزن، وحيث الوقار لا يعني الجمود، بل يعني الثبات والرؤية.
الذين عرفوه عن قرب، يصفونه بعبارات تتكرر كثيرًا: “متواضع، رحب الصدر، صادق النية، يسمع أكثر مما يتكلم، ويحكم بالعقل لا بالعاطفة”. وهي صفات يدركها حتى من يراه من بعيد، فحديثه الموزون، وابتسامته الهادئة، ونظرته الثاقبة، تعكس شخصية رجل يُدير لا ليُسيطر، بل ليخدم.
ولا يمكن الحديث عن قيادة العاصمة دون الإشارة إلى الشراكة المتناغمة بين سمو أمير منطقة الرياض، صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز، وسمو نائبه الأمير محمد بن عبدالرحمن. فالأمير فيصل، بخبرته الإدارية العميقة وسيرته الوطنية الممتدة، يمثّل قامة قيادية راسخة، تجمع بين الرؤية والبصيرة والقدرة على تمكين القيادات الشابة. وقد شكّل سموه على مدى سنواتٍ طويلة عنوانًا للاستقرار والحكمة في إدارة شؤون العاصمة، وأسهم بإشرافه ومتابعته في دفع عجلة التنمية وتحقيق التكامل المؤسسي في المنطقة.
في ظل التحولات الكبرى التي تعيشها المملكة، تحتاج المناطق الإدارية إلى قيادات تملك الحس الوطني، والفكر الاستراتيجي، والهدوء الذي يصنع الثقة لا التردد. والأمير محمد بن عبدالرحمن مثال حي على هذا النوع من القادة، تحت مظلة توجيهات ودعم سمو أمير المنطقة، الذي يُعدّ ركيزة من ركائز العمل الإداري في المملكة
ختامًا، ليست الرياض بحاجة لمن “يُديرها بصوت ظاهر”، بل لمن يفهمها بصمتٍ حكيم، ويقودها بوقار الحاضر لا صخب المتصدر. ومن هنا، يبقى الأمير محمد بن عبدالرحمن علامة فارقة في مشهد القيادات الوطنية الشابة: قائد بهدوء.. ورمز بحضور.