محليات

مختص روماتيزم : الذئبة الحمراء مناعي ذاتي ويصيب النساء 9 أضعاف الرجال 

 

في وقت يحتفل فيه العالم اليوم العاشر من مايو الجاري 2025 بيوم ” الذئبة الحمراء ”

كشف طبيب الروماتيزم وهشاشة العظام الدكتور ضياء حسين ، أن هناك 4 أنواع من الذئبة الحمراء وهي الذئبة الحمامية الجهازية ،والذئبة الجلدية، والذئبة الولادية ، والذئبة بسبب الأدوية ، إذ إن الذئبة الحمامية أو الحمراء الجهازية أو المجموعية هي الشكل الأكثر شيوعًا وخطورة لمرض الذئبة الحمراء، وهي مرض مناعي ذاتي أي أن الجهاز المناعي ينتج أجسامًا مضادة لعدة أجهزة في الجسم بما في ذلك المفاصل والأوعية الدموية والجلد والرئة والكبد والكلى والدماغ والقلب ، ومن هنا أطلق عليها الجهازية.

وقال إن الذئبة الحمراء تكون بسيطة وقابلة للشفاء أو قد تهدد الحياة ، وتكثر نسبة الإصابة بهذا المرض فى السيدات اللاتي يتراوح أعمارهن بين 15-35 سنة إلا أنه يمكن أن يظهر عند أي عمر ، كما يصيب النساء بحوالي 9 أضعاف إصابته للرجال ، وتصاب السمراوات أكثر من البيضاوات بحوالي ثلاثة أضعاف ، فمثلاً تقدر نسبة اصابة النساء الى الرجال في بعض دول أفريقيا بحوالي 13 :1.

ونوه د.ضياء أنه في بحث شمل نتائج 112 دراسة على مستوى العالم قُدِّر معدل انتشار مرض الذئبة الحمامية الجهازية بـ 43.7 لكل 100,000 شخص ، على المستوى الإقليمي، تراوح معدل انتشار مرض الذئبة الحمامية الجهازية بين عامة السكان من 15.9 لكل 100,000 شخص في جنوب آسيا إلى 110.85 لكل 100,000 شخص في أمريكا اللاتينية الاستوائية وقد اختلف معدل انتشار مرض الذئبة الحمامية الجهازية اختلافًا كبيرًا من بلد إلى آخر. بالنسبة لعامة السكان، سجلت الإمارات العربية المتحدة، وبربادوس، والبرازيل أعلى معدلات انتشار لمرض الذئبة الحمامية الجهازية. في المقابل، كانت الأرجنتين الدولة ذات أدنى معدل انتشار عالمي، بينما يبلغ معدل انتشار الذئبة الحمامية الجهازية في المملكة العربية السعودية حوالي 19 حالة لكل 100,000 نسمة ، ولكنه في المنطقة الشرقية أكثرمن غيره في مناطق المملكة، لأسباب قد تكون زواج الأقارب والعوامل البيئية المختلفة،وذلك وفقًا للدراسات والأبحاث ، وأن ما يقدر بنصف الحالات المصابة هم عرضة لتأثير هذا المرض ومضاعفاته على الكلى بالإضافة إلى الاختلافات الإقليمية والجنسية، قد تؤدي الاختلافات في العمر وطريقة تقدير الانتشارإلى اختلافات في النتائج الوبائية لمرض الذئبة الحمامية الجهازية. .(ممكن يتم اختصاره).

ولفت د.ضياء أن أعراض الذئبة الحمراء قد تشمل مناطق من الجلد مستديرة كالقرص حمراء متقشرة، ذات حدود حمراء داكنة ، أو طفح جلدي في الخدين وفوق الأنف ، وإضافة للأعراض الجلدية فهناك أعراض أخرى مثل تساقط الشعر والخوف من الضياء تقرحات في الفم وآلام المفاصل مع تورم وألم وتصلب في الأصابع والمفاصل الأخـرى خاصة في الصباح ، حيث تشبه أعراض الروماتويد أو التهاب المفاصل المتنقل مثل الحمى الروماتيزمية ، ويمكن أن يؤدي التعرض للأشعة فوق البنفسجية للشمس إلى تفاقم المرض ويمكن حتى أن يؤدي إلى ظهوره للمرة الأولى ، وقد يؤدي نشاط الذئبة الحمراء إلى فقدان الوزن في بعض الحالات، ويمكـن أن يظهر المرض أيضاً بصورة مفاجئة بشكل تعب وإرهاق مع حـدوث حمى حادة.

وأشار إلى أنه لا يمكن تشخيص الذئبة الحمراء بالإصابة الجلدية فقط ، ولكن هناك عدة معايير سريرية ومخبرية حددتها الأكاديمية الأمريكية للروماتيزم ، فليس كل من لديها تحاليل الأجسام المضادة للنواة ANA ايجابية يعني مصابة بالذئبة ، حيث أن معظم أصحاب النتائج الإيجابية يكونون غير مصابين بالذئبة لأن هذه الاجسام توجد في عدة أمراض مناعية أخرى مثل الروماتويد وأمراض الغدة الدرقية المناعية ، كما يمكن أن تظهر النتيجة إيجابية في (5-15)% من الأشخاص الطبيعيين والذين لا يعانون من أي أعراض ، وهنا أود التنبيه أن حالات عديدة من دول العالم راجعتني في العيادة وهي في حالة نفسية سيئة بعد أن تم تشخيصها خطأ من قبل غير المختصين على أنها ذئبة حمراء بناءا على فحص هذه المضادات ، وبعد الفحص السريري وعمل التحاليل اللازمة (وكما تعلمنا بأننا نعالج المريض نفسه وليس النتائج المخبرية) تبين بأنها ليست كذلك، لأنه لا توجد أعراض الذئبة وكان تحليل الحمض النووي ثنائي الجديله Anti-dsDNA سلبي ولم أنسى حالات البكاء من الفرح من عدة فتيات بعد أن تبين لي بأنهن غير مصابات بالذئبة.

وأضاف: بعض ممن راجعني قالوا لي بأنهم سمعوا من أطبائهم أن حالتهم ميؤوس منها ، وأن عليهم أن يتعايشوا مع مرضهم لأن الطب الحديث لم يتوصل إلى علاج فعال لمرضهم ، وقد بشرنا رسول الله صلى الله عليه في الحديث الشريف (ما أنزل الله داءً إلا أنزل له شفاءً) رواه البخاري ، فالهدف الرئيسي من العلاج تخفيف الألم، الحفاظ على القدرات الوظيفية وتحسينها، الوقاية من حدوث التشوهات وتصحيح التشوهات القائمة، وأخيرًا إيقاف تطور المرض وتحسين جودة الحياة وذلك بوصف بعض الأدوية مثل الكورتيزون والأدوية المضادة أوالمُعدِّلة لسير المرض التقليدية مثل المضاد للملاريا والميثوتريكسات والارافا وفي بعض الحالات تستخدم الأدوية البيولوجية.

وأختتم د.ضياء حديثه بقوله :

إضافة إلى ألأدوية فإن العلاج في الطب الشمولي يهتم بعلاج السبب وليس العرض فقط ، ويشمل التغذية الصحية وإتباع نظام غذائي متوسطي قليل باللحوم ويعتمد على خضار والبذور والأسماك والخضار لفوائده العلاجية ضد الالتهابات ولابد من النوم المبكر مع الاهتمام بجودة النوم والذي يعتبر جزءًا مهمًا من الصحة العامة والحرص على القيلولة فقد ورد في حديث حسن (قيلوا فإن الشياطين لاتقيل), والابتعاد عن التوتر والغضب وتذكر حديث الرسول صلى الله عليه وسلم (لا تغضب ولك الجنة) ، وبعض الحالات تحتاج جلسات نفسية سلوكية معرفية ، وعمل التمارين الرياضية التي تساعد في تقوّية المفاصل والعضلات والمحافظة على الوزن المثالي ، وهنا أنصح القراء بالابتعاد عن التدخين بشتى الوسائل لأن الإقلاع عن التدخين يخفف من المضاعفات ويحد من احتياجاتهم للأدوية.

سلمى حسن

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى