مقالات وشعر

‏مقبرة على قيد الحياة

د . نوره المالكي

‏في ظروف حياتنا نعاني كثيرا وتمر علينا الكثير من اللحظات المؤلمة والذكريات العابرة والتي تكسرنا تارة، وتزرع الحزن فينا تارة أخرى ، وبينما نحن كذلك تتحول المشاعر في داخلنا إلى مقابر من الذكريات والأحاسيس المرهفة ، والمهجورة، والتي تزيد مع مرور الأيام والسنين تاركة الكثير من الذكريات المدفونة في دواخلنا.
وهذه الذكريات تبقى مسجلة بالتفاصيل والصوت والصورة محفورة في ذاكرتنا ، ومع مرور السنين تعود هذه الذكريات لتعيش لتذكرنا بالماضي وما حصل فيه من ذكريات وكأن هذه المشاعر ترفض الاختفاء للأبد.
نفرح بها أحيانًا لأننا تعلمنا منها دروس قاسية كانت سببا في تطورنا ، وتحزننا أحيانًا لأنها تكون ممزوجة بالفقدان والخسارة …
نتعمد نسيانها في انشغالات الحياة ، وكثرة المسؤوليات ،ولكن عندما يسدل الليل ظلامه وتنام الدنيا ، وتهدأ المسؤوليات ، ترجع هذه الذكريات تتسرب كماء بارد داخل أجسامنا .
‏وكلما زادت أعمارنا في هذه الحياة ازدادت هذه القبور الداخلية عمقا وألما وتحكمًا …
‏نعم إنها مقبرة الأحياء والتي تسجل كل اخفاقاتنا وخساراتنا المتكررة و آلامنا الخفية… فهذه المقبرة يعود فيها الأموات بلا انقطاع سواء في حلم رقيق أو موقف عابر .. أو نصيحة ثمينة …

‏إنها مقبرة لا تموت … ولن تموت … لأنها تضم أرواحنا الموجودة على قيد الحياة …

شعبان توكل

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى