
عبدالعزيز السنيد – الخرج
يناقش المنتدى السعودي للألبان الذي تحتضنه محافظة الخرج الحجم الاقتصادي والدور الذي يلعبه قطاع الألبان والأغذية في المملكة الذي بلغ حجم الاستثمار فيه 22 مليار ريال في العام 2024م.
التبنؤ واستشراف المستقبل:
واستعرض المنتدى تجربة السعودية في التنبؤ بأهمية الأمن الغذائي بدءا من إطلاق الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود طيب الله ثراه مشروع الخرج الزراعي الذي أسس في العام 1935 لتنطلق أولى خطوات توطين الإنتاج الغذائي والألبان في السعودية, وتطور القطاع حتى أصبح اليوم واحدا من أهم المشاريع الاقتصادية السعودية التي تغذي السوق المحلي والخليجي بمنتجات متنوعة وتطوير الاستثمار فيها ليشمل اللحوم والدواجن والبيض والخضار والفواكه والألبان ومشتقاتها والعصائر والأغذية.
حجم الإنتاج والسوق:
يبلغ حجم السوق الزراعي والصناعي لقطاع الألبان بالمملكة في آخر الإحصاءات حوالي 22 مليار ريال, وبلغت الصادرات السعودية 4.8 مليار ريال, حيث استطاعت الشركات السعودية تطوير القطاع ورفع جودة وكفاءة المنتجات لتنافس كبريات الشركات العالمية وتفوقت في استحواذ حصص ضخمة في الأسواق الخليجية والعربية.
الإكتفاء الذاتي:
تمكنت المملكة العربية السعودية من خلال دعمها للقطاع الزراعي وقطاع الألبان ومشتقاتها من الوصول إلى نسبة 129% من الاكتفاء الذاتي, وحققت أرقام قياسية في الصادرات وتطوير البنى التحتية لسلاسل الامداد, وتطوير خطط وسياسات التنمية الزراعية والثروة الحيوانية.
بلغ إنتاج السعودية من الحليب أكثر من 7 ملايين لتر يوميا, يقوم على نقلها أسطول من الشاحنات تتجاوز 10 آلاف رحلة يومية تغذي أكثر من 38 ألف متجر, ويعمل في القطاع أكثر من 10500 من الشباب والشابات السعوديين, ونجحت الشركات السعودية في المساهمة بما يتجاوز 7 مليارات ريال في الناتج المحلي والاقتصاد غير النفطي.
سلاسل الإمداد المتقدمة:
تمتلك الشركات السعودية أضخم أسطول للنقل المتقدم في الشرق الأوسط, حيث تلتزم الشركات السعودية بمعايير ومواصفات عالية الدقة لضمان سلامة المنتجات الغذائية مما منحها ثقة عالية في الأسواق المحلية والخليجية والعالمية, لإعتمادها على سلسلة تبريد متكاملة تبدأ من مرحلة الإنتاج في المصانع والنقل وصولا إلى نقاط البيع النهائية, وتقوم الشركات بوضع جدولة للرحلات البرية والجوية وفق بروتوكلات السلامة الغذائية لتقليل زمن الوصول وضمان السلامة والإلتزام بالمعايير الصحية, وتشمل هذه الإجراءات سلامة العاملين في قطاع النقل وتأهيلهم وتدريبهم من خلال أكاديميات متخصصة, ويضاف لذلك معايير التخزين في المستودعات والظروف المناخية والإنذارات المبكرة والتنبؤات الدولية.
مناقشة تطور الآلات والتصنيع:
استعرض منتدى الألبان عدد من الابتكارات والدراسات الدولية المتخصصة في السلامة الغذائية وسلامة العاملين والمنتجات والمزارع, من خلال استعراض دراسات لأدوات وآلات الحلب واشتراطات التشغيل والتعقيم والتخزين والنقل, واستعرض المنتدى عدد من ابتكارات وبراءات الاختراع لتحويل حليب الإبل إلى ألبان وذلك للتحدي في تركيبة الحليب أحادي الخلية.
واستعرض عدد من المختصين آلات الحلب المخصصة للأبقار والإبل والماعز, وبسبب تفاوت قياسات آلات الشفط من خلال مقاسات وأطوال ضرع الإبل والبقر, صنفت عالميا إلى ثلاث فئات, تتطلب الأولى 19 فولت, والثانية 47 فولت, والفئة الثالثة تتطلب أكثر من 70 فولت, وتتطلب الأبقار 18 فولت, بينما تتطلب الأغنام والماعز تتطلب 24 فولت كحد آقصى, ومن خلال الدراسات الميدانية نجحت في تحديد قياسات مناسبة لاستخراج الحليب من الإبل بدون إلحاق الضرر بالحيوانات.