
عبدالعزيز عطيه العنزي
في الحياة، أحيانًا نجد أنفسنا في صِراع داخلي بين مَن نحن في الواقع، ومن نرغب في أن نصبح. نعيش في عالم مليء بالتوقعات والضغوط الاجتماعية التي قد تشوّش صورتنا الحقيقية وتعطّل رغباتنا الحقيقية. فنحن نرغب في أن نعبّر عن أنفسنا بصراحة ونتبع أحلامنا، لكننا بنفس الوقت نخاف من القلق والردود السلبية التي قد نواجهها.
تجدنا ضائعين بين الأدوار المختلفة التي نقوم بها في حياتنا اليومية، قد يكون دورنا كفرد في العائلة مختلفاً عن دورنا في العمل أو في المجتمع. وفي كل دور نلعبه، نحاول أن نظهر أفضل ما لدينا ونتقبّل التوقعات التي يضعها الآخرون علينا.
إلا أنه في بعض الأحيان، نشعر بالتناقض الداخلي. نود أن نكون مستقلين ونجاحًا، ولكن في الوقت نفسه نشعر بالخوف والقلق من فشلنا. نحن نعلم أننا أقوياء وقادرون على تحقيق أحلامنا، لكن الشكوك تعترض طريقنا وتجعلنا نشعر بالعجز والضعف.
في هذا السياق، يجب أن نتذكر أنه ليس هناك شخص مثالي. جميعنا نواجه تناقضات في حياتنا، وهذا أمر طبيعي وانساني. علينا أن نقبل أننا نملك جوانب إيجابية وجوانب سلبية، وأن النمو الشخصي يحتاج إلى عمل وتفكير مستمر. علينا أن نفهم أن الكمال ليس هدفنا، بل التغير والتطور للأفضل.
لذا، دعونا نواجه التناقضات الداخلية بشجاعة وتفاؤل. دعونا نسمح لأصواتنا الداخلية بالتعبير والتعبد، ونشعر بالراحة في أن نكون أنفسنا. علينا أن نتذكّر أننا قادرون على التغلب على عقباتنا الداخلية وأن نصبح النسخة الأفضل من أنفسنا، بغض النظر عن التناقضات التي نعاني منها.