
يكتب _ محمد الفايز
يقول الشاعر العربي الكبير أبو الطيب المتنبي:
على قدر أهل العزم تأتي العزائم
وتأتي على قدر الكرام المكارم
وتعظم فى عين الصغير صغارها
وتصغر فى عين العظيم العظائم
يعيرنا المتنبي بيتيه هذين فنسقطهما على عزم وهمة ملوك عظماء سطروا المجد فى أرض العرب، ودخلوا التاريخ من أوسع أبوابه، كانت البداية منذ تأسيس الدولة السعودية الأولى قبل نحو ثلاثة قرون وحتى يومنا هذا.
فى هذه الأيام نترقب عن شوق الاحتفال بذكرى التأسيس، ذلك اليوم الذي رسم التاريخ من جديد، ويرمز للعمق الاستراتيجي والثقافي والاجتماعي للمملكة.
لا يمكن لأي مواطن وربما أي مسلم أن ينسى عام 1139 هجري الموافق لعام 1727 ميلادي، حينما أسس الإمام محمد بن سعود الدولة السعودية الأولى، ومنذ ذلك الحين إلى اليوم استمرت المملكة بمواكبة الحداثة دون الانقطاع عن تراثها، ودون أن تجعل من الحداثة مانعا من الحفاظ على أصالتها، وفى هذا السياق وبمناسبة ذكرى يوم التأسيس يبرز لنا عمل مسرحي كبير، لا يقل أهميةً عن المعلقات العشر التي كُتبت بماء الذهب على جدار الكعبة المشرفة.
هذا العمل جاء مواكبا لاستراتيجية الحفاظ على تراث موطن الفصاحة ومهبط الوحي وأرض الرسالة، ويحفظ جذور بلادٍ امتد تاريخها لأكثر من 16 قرناً.
هذا العمل الجبار الفريد فى فصاحته وعذوبة ألفاظه، يقام للمرة الأولى فى المملكة العربية السعودية، بإشراف سمو الأمير الهمام الشاعر عبد الرحمن بن مساعد آل سعود حفظه الله.
يتضح لنا بمثل هذا العمل حرص سمو الأمير على إنجاح هذا العمل الوطني الكبير وأمثاله من الأعمال التي تجسد الروح الحقيقة للمملكة، ومما يميز هذا العمل المسرحي الغير مسبوق ابتكار الجمل الموسيقية التي تتلائم مع فكرة العمل ليخرج بالنهاية بمحتوى يشمل كافة العناصر الفنية، وتقنية تجاري النصوص العربية التي تأسر السامع لما تتميز فيه من فصاحة.
من جانب آخر يشارك في هذا العمل عشرة شعراء سعوديين يقدمون غيضا من فيض مما أعطاهم الله إياه من فصاحة وبلاغة،
وفي الختام تقصُر عباراتي عن فخري بالانتماء للمملكة العربية السعودية العظمى.