مقالات وشعر

هذا القلب الذي أُحب

بقلم الكاتبة وداد بخيت الجهني

“قالت السمكة للبحر، لن ترى دموعي أبداً.
ردالبحر، لكنني أستطيع أن أشعر بدموعك؛ لأنك في قلبي، هكذا نحن لايشعر بنا غير من نسكن قلبه بصدق”.
من أجمل مافي الحياة أن تجد قلباً صادقاً، تثق به، قلباً يضعك في مقدمة اهتماماته، ومن أساسيات يومه، ، يستثنيك عن الكل،يُزاحم يومك، وتطوف في ذهنه طوال اليوم، و يميزك عن الجميع شعوراً واهتماما، يفهمك من نبرة صوتك، يسمعُ صراخك الهادئ،و يُشعر بدمعك الكتوم، يعرف تفاصيلك، ويحفظ أهم تواريخك، يُشاركك السعادة التي تختبئ بين أهدابك، يُسكنك قلبهُ، ويهمس لك بكل أسراره يملأ حياتك بالمفاجأت، ويجعلها تزهر ربيعاً، يعشق واقعك، يبهره جنونك، يهيم بتصرفاتك الطفولية، ورعونتك الواهية، وكبريائك، وشموخك المزيف، يحتوي انفعالاتك،ويترفق بغضبك، وينسحب من حواراتك الحادة ،و يهمس لك أنا معك خالفتني أو وفقتني الرأي، ويتقبل تقلب مزاجك، وبلطفه وحنانه يجعل منك غيمة هائمة في سحاب الهدوء والسعادة، يحتضن مشاكساتك، يقسو ويحنوا في الوقت ذاته، يُلقي عليك بالشتائم الحانية، واللطيفة، في لحظات غضبه فيجعلك تتغنى بالضحكات، يُعانق دلالك بنظراته عناقاً حنوناً، حضناً آمن يحتويك عندما ترفرف عليك الدنيا براياتها البيضاء أو السوداء، وعندما تزحف نحوك أعاصير الحياة، وعواصف الأيام، يشير إلى كتفه ههنا أستند أنا أمانك، ويحتضن همومك هماً بعد هم ، ويُمسح كل دمعة فقد أو حزن من عينيك، ُيُخرجك من شرنقة أحزانك، ويقتلعها من جذورها، ترتمي بحضنه الدافئ فتفيق من سبات حزنك، وتنسل من أوجاعك، وتتبخر مصاعب الحياة أمامك، يُصفق لأحلامك، ويُزودك بالتفاؤل والأمل، ويرمي بين يديك خريطة ُترشدك لتحقيقه ، يهبك نفحات الطموح، ويُنسيك اليأس وأمر وجوده، ويكون معطفاً آمناً لك عندم اتُحاصرك أمواج الصعوبات من كل الجهات، وتلتقطك مناقير الخيبات بقسوتها، يُجاهد، ويناضل معك إلى أن تصل لبر الأمان، يبتلع خوفك ويُشعر بارتجاف أناملك، يغمرك بعطفه، وحبه فيغسل روحك، وشعورك بكلماته الزاهية، الحنونة التي تجعل للسعادة رنين صاخب يسمع كل عابر صداها ، هوالشاطئ الأمن لحيرتك المتأرجحة، و المرفأ الذي يُطمئنك ويُعيد قلبك إلى مكانه الطبيعي وتُصبح بين يديه كطفل نائم في مهاده،
تمد له يدك ويمد لك روحه، بقربه تزداد حياتك نوراً، وجمالاً، ويُستحلها الفرح، ويُستوطنها الأمان، ويُحلو مرها، ويطيبُ.
قال الشاعر
والروح للروح تدري من يُناغُمها
كالطير للطير في الإنشاد ميَّالُ
هذا القلب الذي نقف أمامه بغصوننا المرهقة، وأوراقنا اليابسة، وفصولنا المتعبة، هذا القلب الذي “نره فرداً ويرانا كوناً ” و الذى نُطلعه على أحاسيسنا، ومشاعرنا، ونجثم بين يديه بدموعنا، وقلةحيلتنا، فننسى مايُرهقنا، ويهدأ ضجيجنا، هذا القلب الذي تتعرَّى له كلماتنا واضحة كالشمس، و الذي لا نخشى بوجوده شيئاً، و ُتحلق غيوم السعادة في سمائنا عندما يكون بجانبنا، هذا القلب الذي نشكو له ونشكو منه حيناً، و الذي يُسامحنا،
ولاينتظر أعتذارنا عندما يُكدر أجواءنا الخلاف هذاالقلب وحده وحده فقط من يستحق أن يسكن قلوبنا وينعم بربيعها،

شعبان توكل

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى