
الكاتبة : مريم الحربي ( الجوري)
أنا أمراه شع النور في صدري خطوت نحو ذاتي مهرولة من هول هتاف يهوى هروبي، أبصرت الكون من حولي وجررت جسدي في غابة الانحياز وجررت كما لو كنت كبش فداء.
أن يرحل جسدي من عالمي هو اختياري لا رغم عني ولا جبرا وغصبا.
مررت بغابات الجموع وقطفت أزهار الكلمات الحانية…وتليتها بصحراء قاحلة حرقة حرارتها أقدامي المخضبة بحمار حناء حنون
كنت ارتدي ثوبي الأبيض الجميل كقلبي الصغير المتيم وشعراتي التي غيرت الدنيا نوعه ونعومته حتى باد طائرا يشوك الجفاف والوحشة ..لكنه يعجبني.
وتطوق رقبتي سلسال خفيف يتوسطه قلب كبير وأعلى الجسم رمانتان ووسط كما لو كان خاتم شهر داد .
وردفان غذيت من نبع كلام الهيام حتى ظهرت وتجملت ، وساق نحيل كما لو كان عود شواء في ليلة قمراء رائحة وعذوبة وخفران رصت أصابعي وكأنها لؤلؤ زينتها بزينة الكبرياء حين وضعت بريشة المناكير أجمل الإبداع هذا جسدي وتلك تجاربي بعت حبا بات بغضب حينا أفصحت ما كان يقوله الفؤاد وباتت مسموعة حينا قلبت تلك المرآة ليبصر الرديف صورت الطلب والرغبة وحينها أبصرت المنظر ووضحت بشاعة المنتظر …وهنا صرخ حب ذات كبرياء أنا لا أنا لا أنا لا وألف لا كي تحفظ ماء
وجهي وأكون في داري مكنونة لا اجرح ولا يبكي صغاري غربة الدار وكثرة الزوار ، لكن من كانت بصحراء انت كبش فداء لابد أن تقدم حتى يتم نحرها لا لا تكسر ولا تضيق وكأنها بلا مشاعر والأحاسيس وكأن صغارها لا يشعرون ولا يبكون
لكي الله سيبقى معك اصبري وصابري وتوكلي وغادري سيقف معكي الوكيل.
وانت هل الوكيل معك لا لا الحديث ولا النقاش لا يخصني ما هذا الهراء وما هذا المنطق المغلوط العجيب ، أفقت بعد طول تفكير وقد غطى جسدي ماء الوحشة وكأنني كنت أجري في محيط غائر….أبصرت نفسي ومسحت يدي ومعضدي ووجهي الجميل ونفضت غبار علق في ثوبي وهربت أجري نحو ذاتي فهي الأوفى والأحن.