
بقلم / سامي الصقر
لكي ننطلق من مفهوم التعليم نتفق أولا على أن التعليم عبارة عن أدوات ووسائل تطبيقية متعددة الأساليب مختلفة تتوافق مع كل مرحلة تعليمية مع اجيالها لإيصال رسالة تحقق استثمار العلوم لبناء الافراد والمؤسسات والمجتمعات والدول والأمم لنهضة الحضارات.
وعليه يتسنى لأي فرد أو مؤسسة تطبيق مناهج التعليم في استخدام التطبيقات اللغوية كوسيلة بجميع اشكالها مثل كتابة النصوص ، ومؤثرات الصوت، او الصورة الثابتة منها والمتحركة المباشرة والغير مباشرة ، وقد يكون في غالب قوالب تطبيقاتها طرق إبداعية ومختلفة، والشكر لكل من أخلص في رسالته وكان سبب في تقدمنا، لكن هذا لا يعني من عدم محاولات أي أجندة من اختراق الامن الفكري أو التأثير على جوهر المؤسسات سواء كان بالقصد أو الجهل من خلال الاجتهادات الفردية في بعض السلوكيات التقليدية بشكل إقطاعي أو بيروقراطي، وقد يدلل ما قد حدث على أرض الواقع خلال الأربع عقود الماضية.
ومن المظاهر السلبية أن يتناقض في وسيلة إيصال الرسالة بسبب الطرق التقليدية التي تحد من إنتاجية التعليم بالإضافة الى واقعها الغالب بالشخصية في المؤسسات التعليمية، وهي أيضاً مربكة، ومكلفة، وبطيئة، ومحبطة، واستنزاف موارد بشرية ومادية في آن وذلك باختزال سلوكها وحصيلتها بسبب ارتجالية القرارات، وبيروقراطية الإجراءات في أساليب التعليم كالحضور الإجباري الذي لا يتوافق مع جوهر التعليم ويتعارض مع شفافية الرسالة أو التعامل على أساس محدودية الإمكانيات في القاعات أو الفصول أو عدم قدرة اختيار الطلاب تخصصاتهم الأكاديمية بفرض الوصاية؟ .
وقد يكون الاحتمال البالغ قصر نظرة المتنفذين في تلك الجهات، أو عندما تنظر إلى طريقة الاختبار التي لا تعترف بالاختيار المتعدد في نماذج الامتحانات النهائية إلا بشكل نادر قد لا يذكر ، وبالرغم من أن الاختيار من متعدد في عمليات القياس يعتبر المعيار الأمثل والأسرع لقياس مستوى الفهم إلا أنها معزوفة في سلوك التعليم التقليدي لاعتماد المعلم المباشر حكراً ومواجهة الجمهور بظروف الفروق الفردية .
ومن الممكن أن يتعرض لها أي من يكن مثل عندما يضطر إلى عدم الحضور إلى حصته لإحضار أحد أبناءه من مدرسة أخرى أو لظروف صحية او تجارية كتداول أسهم او إدارة ممتلكات ، ليس هذا بل أيضا تجد في عشوائية المدارس أن معلم الحديث يدرس الطلاب مادة العلوم، وهلم جر ولا غرابة فيمن تجرد من الشعور أن تجد الطلاب تشتكي من عذاب حر الفصول في المدارس بسبب أعطال التكييف وعلى الرغم من وفرة الإمكانيات المدارس تفتقر.
بالإضافة إلى الأحزاب التي تنظمت في مفاصل المؤسسات التعليمية بالدول العربية بشكل عام، و بلادنا بشكل خاص. وقد تجدر الإشارة إلى منارة الفضل في اكتشاف احدى أكبر المؤامرات التي نفذتها أجندة الأحزاب والمنظمات الغربية في وزارة التعليم على يد رمز الأدب السعودي صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل حفظه الله عندما أشار إلى تسلل أحزاب الإخوان الوجه الآخر من عملة “الحرس الثوري” في المؤسسات التعليمية ومحاولتهم تغريب الأفكار ، وذلك عندما ذكر سموه في إحدى برامج القنوات أن الأحزاب تنظم المراكز الصيفية التي تندرج في أساليبهم ودهاليزها المظلمة في العطل الصيفية، ليفتح الأنظار على المناهج ما أوجب العمل على تقييمها ونقدها بعد أن قام بالتحذير المنذر ولإدراكه أبعاد تلك المناهج التي تشكل المجتمعات إلى قطيع تطيع ما تأمره برامج الميديا الموجهة لفكر ضغط الراي العام وتحريك الجماهير الطلابية ضمن اجندات المنظمات لإسقاط الدول وتسعير شعوبها وهي من تسوق العالم حيث تريد على نهج الترديد بالشعارات وفق المراد ترويجه من خلال البرامج المتطرفة بأشكالها المتضادة بسبب تجهيل غالب القوالب الاجتماعية لابتزاز الدول .
بالإضافة أن صعوبة التعليم التقليدي تكمن في ممارساته المزعجة للمعلم والطلاب على حد سواء وبإقصاء رغبات الجميع بما فيهم أولياء الأمور مثل الأمهات اللواتي ينتظرن أطفالهن تحت أشعة الشمس الحارقة فترة خروج المدارس أو ما يغلب على موظفي القطاع العام والخاص لإحضار أبنائهم والزحام وإرباك سير الأعمال وتعطيل مصالح الناس أو مضايقة الوفود السياحية بالزحام ، أو المخاطر التي يتعرض لها بعض الأطفال في المناطق النائية أصحاب القدرة المحدودة أو ما يتعرض له ضحايا المدارس من شياطين الإنس أو عزة المتنفذين بالإثم في اجبار الطلاب بما لا طاقة لهم به وبإكراه الحضور في نهار رمضان وبكل ازدواجية تجاهر بوقار.
أو معاناة المعلمات اللواتي يتعين بعضهن في أماكن بعيدة عن ذويهن تحرج الوزارة في طريقة التغريب الغير مبررة! كما أن من مخرجات مناهج التحفيظ تجد عدد يصعب تجاهله من معلمين يغلب عليهم العجز وعدم الثقة في أنفسهم امام الكتاب المفتوح في اختبارات الطلاب أو المواقف التي ينتصر المعلم/المعلمة أمام الطالب/الطالبة بسبب الاحتكاك المباشر واختلاف وجهات النظر أو سوء الفهم بينهم أو لاعتبارات فكرية، وقد يكون انتصار ذات المعلم على حساب ضياع مستقبل طلاب وكثرة المواقف كفيلة في تصور ذكريات من يحاول استرجاعها في جميع المراحل الدراسية بما فيها الجامعات والازدواجية التي تجدها عندما يتأخر بعض الطلاب يتم حرمانه من حضور المحاضرة وغيرها كثير في الذكريات، وبسبب تلك الفجوات الغير مقصودة في اجتهادات الافراد والمؤسسات والتدافع على منال التعليم و تطور سلوك وانماط التعليم بطبيعة الحال في بعض الإجراءات والتعاملات والانتقال الحضاري في استخداماته للتقنية الحديثة الذي تشهده البشرية الا ان عجز المؤسسات التعليمية من تقدمها لتحقيق جوهر رسالتها مرهونة بقرار بيروقراطي في غالب السلوك الظاهر على المؤسسة من جهة بعض الدول الخليجية وليس حصرً عند ضرب المثال في بعض الدول العربية المنكوبة اثر إرهاب الحرس الثوري والمآسي الإنسانية أن لا تجد الفصول إلا مجردة ومقبرة والبعض منها اخذ يحرف الذكر والفكر ولك المردود مستقبلاً اذا تركته وانت تنظر! أما من جهة الفكر الديموقراطي اليساري فقد وصل الى اخرأمراحل الشذوذ البشري في ترويج ما يعكس تشويه فطرة الانسان ؟
فقد تجلى سيدي النبي برؤية حضارة القرن الحديث بالاستفادة من كل الإمكانيات وتسخير التقنيات واستثمار البرامج لحوكمة الإجراءات الحكومية الكترونياً في تعاملاتها واجراءاتها بالتسهيل وتسريع خدماتها بشكل مباشر وشفاف على مدار 24/7 ومن على جوالك الخاص وفي أي وقت تستطيع ذلك. ولايزال العمل جاري على رفع جودة الآليات والإجراءات في جميع المؤسسات العامة والخاصة داخل المملكة، وإعادة تقييمها بشكل دوري لتطويرها، ورفع المستوى، وضبط الجودة، ودعم كل ما يساعد في تسخير كل السبل الممكنة التي تجعل مؤسسات المملكة تتواكب مع الرؤية الضوئية لسموه الكريم والذي قد أضاف منهج رقمي في القانون البشري الحديث وذلك بتقنيين الأساليب الاجرامية بالأحكام الشرعية ومحاربة الفساد بفكرته التي طرحها وهي عبارة عن نموذج العدالة والشفافية في القانون وهي مصدر الالهام في ترقيم الاجراء وتقنين المحتوى وبناء على تعزيز كفاءة الرؤية والاستفادة من التجارب السابقة ولتحقيق ذلك كسر احتكار العلوم بأن ينبغي على الشركات الكبرى مثل أرامكو وسابك المساهمة في عرض مستويات أعمالها لطلاب الجامعات وتحفيزهم بمكافأة مالية وتسجيلهم في نطاقات الموارد لدعم المقاولين ومساعدة الطلاب بجمع المعلومات التي تفيد مراكز أبحاث الجامعة من خلال اليات ووسائل متعددة وبروابط الكترونية مما يساعد على تهيئة طلاب الاختصاص في معرفة أساليب أعمالهم المستقبلية وتطويرها في بلادهم،
وبالمثل لطلاب الجامعات في التخصصات الطبية مع وزارة الصحة من الوصول لكل المعلومات المتعلقة في تاريخ المرض او الظواهر او عوارض الامراض بحيث يستطيع كل طالب البحث وإضافة شيء في مجاله والاستفادة من تطوير قاعدة البينات الطبية وعلى الأقل ادخال المعلومات التي من خلالها يستطيع الباحثين الحصول على نتائج دقيقة تساعد في الابتكار واتخاذ القرار في شتى المجالات والاطلاع على واقع العمل التجريبي ومقارنته بالنظري لمواكبة الرؤية .
فكانت مقاصد سموه الكريم شفافية المعاملة وحرصه على مواكبة الرؤية واستثمارها مع كل من يسعى لتحقيق رسالة خلفاء الله في إعمار الأرض والتي تتجلى بمفاهيم وخيارات عديدة قد تلغي فكرة الاحتكار وتحقق رسالة النور في التعليم وقد تكون خيارات الاستثمار في التعليم امام الصندوق الاستثماري والجامعات السعودية او وزارة التعليم مع المدارس الخاصة في مجال تأسيس البرامج التعليمية الرقمية وبالشهادات المعتمدة لجميع المراحل مع جودة المحتوى، والامن الفكري. وقد ندلل على نجاح تجربة التعليم الرقمي بجامعة الملك فيصل، وإن تفعيل جميع المراحل الدراسية قد يجعل حافز لصناعة الحواسيب المحمولة داخل المملكة بمواصفات تليق بها وتناسب الطلاب .
وقد يستطيع أي طالب في العالم أن يتعلم خلال البرامج التعليمية الرقمية وبسعر رمزي قد لا يتجاوز المائة ريال للطالب في السنة الواحدة وبمستوى أفضل من المدارس العالمية التقليدية بالإضافة إلى الاستفادة من حراك ثورة المنظومة الرقمية من تحصيل المردود المادي من شركات الاتصالات لكثرة استخدام الطلاب للمواقع والتطبيقات وتحميل مستندات المقررات والفيديو التي ستكون مربوطة في ايقونات التطبيق. وقد يكون تنافس وثورة علمية في القطاع الخاص في مجال استثمار التعليم كما يمكن الاستفادة من استقطاب المواهب والمخترعين والمبدعين منهم كما ستفتح افاق تشجيعية للطلاب من جميع انحاء العالم كالحصول على زيارة للمملكة في برامجها الدينية الموسمية او الترفيهية للمتفوقين وذويهم بالإضافة الى ان التقنية الرقمية لها مهارات متعددة تفوق قدرات الاف المعلمين ولن نبالغ في وصف تقنين المحتوى الرقمي بكل إمكانيات التطبيقات اللغوية وبشكل شفاف يتوافق مع كل المستخدمين باختلاف أعمارهم وبذوق الجذب بترغيب المتلقي على معنى كلمة اقراء.