
كتبته: بلقيس الشميري _جده
ذهبتَ ولم تسلني مابلاني
وطولُ الهجرِ قد أوهى كياني
بِحُبِّكَ عاشقًا مازلتُ حيَّا
كذا بالحُبِّ يحيا كلُّ باني
تُلوِنُنِي تلاوينُ الحكايا
فسبحانَ الحكايا والأماني
صِغَارًا عند ذاكَ البابِ كُنَّا
تُرِكنَا عندما كنَّا نُعاني
ويزرعنا الفؤادَ بمقلتيهِ
بذورًا للنجومِ وللمعاني
سلوني عن ثرى نايٍ قديمٍ
وعهدٍ للمحبةِ والتفاني
سنغزو في رحيلِ العمرِ قيدًا
نعيدُ بهِ ترانيم الأغاني
ففوقَ كنيسةِ القديسِ قبرًا
كرادلةَ الزمانِ مع المكانِ
قساوسةٌ وأحبارٌ ونهرٌ
تسيرُ إلى لقاءِ الهرمزانِ
هزبرُ الحربِ تملؤهُ الشظايا
ويرفلُ جروها بينَ المباني
فواعجبًا لهذا العيشِ طُرًّا
نبيذُ قد تخمَّرَ بالقناني
يُعتقُنِي حنينُ الوجدِ دُرًّا
حنانًا ألمعيًّا من حناني
إله الكونِ يا تحنان روحي
ويافيضَ العطاءِ بلا امتنانِ
عروبيٌ وعيبي ليس فقري
عروبيٌ وعيبي في كياني
يعيبُ الجهلَ تاروتي وعقلي
وعقلي كم يُعابُ بهِ زماني
يعاقرني اللصوصُ غُثاءَ بوحي
فأضحكُ من مغبتهم ثواني
ويسألني الغبيُّ بلا انتباهٍ
ليسرق خوذتي كي لا أراني
أراني أيها الجنديُ إني
أراني في العجافِ وفي السمانِ
أراني في حُبيباتِ الثُريَا
أراني في البحارِ وفي المواني
وفي ابتساماتِ الأيامى والثكالى
وابتهالاتِ القبابِ مع الأذانِ
سيذكرني الهوى نُبْلًا وضعفا
ويُقسمُ بالذي حبَّا كساني
ويُسلِمُنِي إلى داري حنينٌ
يقودُ الحبَّ مجدًا قد براني
أنا المسكونُ في قصرِ الصفاتِ
أنا المتلُو في كفِ اليدانِ
عرفني من عرفني في سكوتي
حصانٌ من حِصَانٍ في حصاني .
٢٨-٥-٢٠٢٥
#بلقيسيات