
لمياء المرشد
في الحياة، كل شخص يحمل نوتته الخاصة، يعزفها بطريقته، بين نشوة الألحان العالية وسكون النغمات المنخفضة. قد تكون البداية متعثرة، كعازف يمسك آلته للمرة الأولى، لكن مع كل تجربة، يزداد الانسجام بين الروح والواقع، بين الأحلام والحقيقة.
بعض الأيام تعزفها كقطعة كلاسيكية هادئة، يسودها التأمل والترقب، وأخرى تتصاعد نوتاتها كمعزوفة مفعمة بالحركة والمفاجآت. هناك مقاطع تتكرر، وأخرى تفاجئك بجرأتها. ليس كل نغم جميلًا، فالأخطاء جزء من التكوين، ولكنها تمنح اللحن بصمته الفريدة، تمامًا كما تمنحنا التجارب صلابتنا ونضجنا.
لا تدع أحدًا يحدد إيقاعك، ولا تسمح لنقد عابر أن يوقف عزفك. إن ضاعت منك النغمة، لا بأس، التقط أنفاسك، أعد ضبط الأوتار، وابدأ من جديد. فالمقطوعة الأجمل ليست تلك الخالية من الأخطاء، بل تلك التي تُعزف من القلب، بصدق وشغف، حتى النهاية.