مقالات وشعر

الكورتيزول والإجهاد: العلاقة الخفية بين العقل والجسد

 

المستشار انس محمد الجعوان

في ظل نمط الحياة السريع والتحديات اليومية، يعاني الكثيرون من التوتر المزمن دون إدراك تأثيره العميق على صحتهم. من بين العوامل الهرمونية المسؤولة عن الاستجابة للتوتر، يبرز الكورتيزول، المعروف بـ”هرمون الإجهاد”. ولكن كيف يؤثر هذا الهرمون على أجسادنا؟ وما العلامات التي تدل على ارتفاع مستوياته؟

ما هو الكورتيزول؟

الكورتيزول هو هرمون تفرزه الغدد الكظرية عند التعرض للتوتر أو الضغط النفسي. وظيفته الأساسية هي مساعدة الجسم على التعامل مع المواقف العصيبة من خلال:

• تنظيم مستويات السكر في الدم.

• دعم وظائف الجهاز المناعي.

• التحكم في الالتهابات.

• المساعدة في التمثيل الغذائي للدهون والبروتينات والكربوهيدرات.

علامات ارتفاع الكورتيزول

عندما يكون مستوى الكورتيزول مرتفعًا لفترة طويلة، تظهر أعراض واضحة تدل على ذلك، ومنها:

1. زيادة الوزن غير المبررة، خاصة في منطقة البطن.

2. ارتفاع ضغط الدم بشكل مستمر.

3. التعب المزمن والشعور بالإرهاق حتى بعد الراحة.

4. الأرق وصعوبة النوم بسبب بقاء الجسم في حالة يقظة دائمة.

5. ضعف المناعة وزيادة التعرض لنزلات البرد والأمراض.

6. تقلبات مزاجية مثل القلق أو الاكتئاب أو التهيج المفرط.

7. اضطرابات الجهاز الهضمي مثل القولون العصبي أو الحموضة المزمنة.

8. انخفاض التركيز وضعف الذاكرة بسبب تأثيره السلبي على الدماغ.

مخاطر ارتفاع الكورتيزول على المدى الطويل:

إذا استمر ارتفاع الكورتيزول لفترات طويلة، فقد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة، مثل:

• زيادة خطر الإصابة بالسكري من النوع الثاني بسبب ارتفاع مستويات السكر في الدم.

• هشاشة العظام نتيجة ضعف امتصاص الكالسيوم.

• أمراض القلب نتيجة ارتفاع ضغط الدم والكوليسترول.

• اضطرابات الغدة الدرقية بسبب اختلال التوازن الهرموني.

 

كيف يمكن تقليل مستويات الكورتيزول؟

 

للحفاظ على توازن الكورتيزول وتقليل تأثير التوتر، يمكن اتباع بعض العادات الصحية، مثل:

1. ممارسة الرياضة بانتظام (30 دقيقة يوميًا على الأقل).

2. الحصول على 7-9 ساعات من النوم يوميًا لضبط توازن الهرمونات.

3. تقنيات الاسترخاء مثل التأمل، التنفس العميق، واليوغا.

4. تناول غذاء صحي متوازن يشمل البروتينات، الألياف، والمغذيات المفيدة.

5. الحد من تناول الكافيين والمنبهات التي قد تزيد من التوتر.

6. الاهتمام بالأنشطة الترفيهية مثل القراءة، الرسم، أو قضاء وقت مع العائلة والأصدقاء.

يعد الكورتيزول عاملًا أساسيًا في استجابة الجسم للتوتر، ولكن ارتفاعه المزمن يمكن أن يؤدي إلى مشكلات صحية خطيرة. من خلال الاهتمام بالصحة الجسدية والنفسية، يمكننا الحفاظ على مستوياته الطبيعية والوقاية من مضاعفاته. التوازن هو المفتاح لحياة أكثر صحة وسعادة!

سلمى حسن

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى