
معلا السلمي
بعيدًا عن المظاهر والألقاب تُقاس قيمة الإنسان بقدرته على أن يكون قريبًا من الآخرين يُشعرهم بالطمأنينة ويزرع في نفوسهم الثقة والاحترام.
أسر القلوب لا يعتمد على كثرة الكلام أو التفاخر بالإنجازات ، بل يقوم على مبادئ أبسط وأعمق الإنصات الصادق التواضع الكلمة الطيبة والموقف الداعم في أوقات الحاجة.
كل تصرف صغير قد يكون له صدى كبير في قلوب الآخرين ، يبني جسورًا لا تهدمها سنوات الغياب.
في العلاقات الاجتماعية يحتاج الإنسان لأن يكون مرآة للآخرين يُحسن الظن بهم ويُظهر أفضل ما فيهم ، فالتعامل بلطف وتقدير يفتح القلوب بطريقة لا تستطيع أقوى الحُجج ولا أبلغ الكلمات أن تحققها ، ومن يتقن هذا الفن يصبح محبوبًا أينما حل ومؤثرًا حتى في صمته.
ومع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي برزت الحاجة أكثر من أي وقت مضى إلى صدق المشاعر ودفء الكلمات وبساطة اللقاءات. فالتواصل الإنساني الحقيقي لا يصنعه عدد الرسائل المتبادلة بل شعور كل طرف بأن الآخر حاضر بقلبه وروحه.
أسر القلوب في العلاقات الاجتماعية هو بناء مستمر يتطلب الصبر والاهتمام والنية الصافية. ومن يمتلك هذه المهارة لا يحظى فقط بعلاقات ناجحة بل يخلق مجتمعًا أكثر محبة وتسامحًا وترابطًا.