مقالات وشعر

أن تكون قدوة… دون أن تدري

 

بقلم لمياء المرشد

الرياض

ليست كل الانتصارات تُقاس بالجوائز أو تُحتفى بها على المنصات. ثمة انتصارات خفية، صامتة، لكنها تترك في القلب صدى لا يُنسى. ومن أعظمها، أن ترى من حولك يتعلّمون منك… أو يُقلدونك.

قد يظن البعض أن التقليد أمر سطحي، أو حتى مزعج، لكن حين يكون في سياق النجاح، يصبح شهادة غير منطوقة على أنك سلكت طريقًا لامس أرواح الآخرين، فأرادوا أن يسلكوه مثلك. هو دليل على أن خطواتك كانت واثقة، وأثرك كان واضحًا بما يكفي ليُتّبع.

أن ترى أحدهم يغيّر من عاداته لأنه رأى منك ما يُلهمه؛ أن تجدي فتاة تكتب مثل أسلوبك، أو تبدأ مشروعًا لأنها استوحت منك الفكرة؛ أن يبدأ زميلك بالسير على خطى اجتهادك بعد أن رأى نتائجك… كل هذه لحظات لا تُشترى. لحظات تُشعرك أنك لم تعش عبثًا، وأن في حضورك بذورًا تُثمر في حياة الآخرين.

الجميل في الأمر، أنك لم تُرغمهم، لم ترفع صوتك لتقنعهم، بل كنت أنت… فقط أنت. تسير بثبات، وتحاول، وتجتهد، وتسقط وتنهض، دون أن تدرك أن عيونًا كانت تراقب وتستلهم. وهذا هو النصر الحقيقي: أن تصنع من ذاتك قدوة دون تكلف، أن تكون مصدر نور دون ضجيج.

التقليد في هذه الحالة ليس نسخًا، بل هو استلهام. الناس لا يسرقونك، بل يرون فيك شيئًا يذكرهم بأن النجاح ممكن، وبأنهم قادرون هم أيضًا. ولعلّك بذلك تكون حلقة في سلسلة خير، لا يعلم مداها إلا الله.

فإذا رأيت أحدًا يتبع أثرك، فلا تغضب، ولا تتضايق… ابتسم. لأنك أصبحت نموذجًا يُحتذى. وتذكر: ليس كل من يُقلَّد عظيمًا، لكن كل عظيم… يُقلَّد

سلمى حسن

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى