
غيداء موسى – جدة
يحتفل العالم اليوم الثاني عشر من مايو الجاري 2025 بيوم الفيبروميالجيا العالمي ، إذ يعتبر الألم العضلي الليفي ( الفيبروميالجيا) أحد الأمراض الروماتزمية ولكنه غير مناعي بالرغم أنه يترافق باضطرابات مناعية والتهابية مزمنة ، وهو مجهول السبب وكان يدعى بمتلازمة الالتهاب الليفي العضلي ولعدم وجود التهاب ،فأصبح إسمه الألم العضلي الليفي.
ويقول طبيب الروماتيزم وهشاشة العظام الدكتور ضياء حسين ، إن نسبة إصابة النساء به أكثر بسبعة أضعاف من الرجال خاصة الذين تتراوح أعمارهن بين 30 -40 سنة ، ولكن يمكن أن يصيب الأطفال والمراهقين ، فعلى الرغم من أن سبب الفيبروميالجيا غير معروف.
واشار إلى أن بعض الباحثين يعتقد أن الألم العضلي الليفي ينتج عن تفسير مناطق الألم بالدماغ الأحاسيس المؤلمة على أنها أكثر شدة من الطبيعين فتزيد من رد الفعل تجاه الإشارات المؤلمة وغيرالمؤلمة فيشعر المريض بألم شديد جدا من أقل مجهود.
فيما يعتقد آخرون أن هناك عدة عوامل مجتمعة تؤدي إلى الإصابة به مثل الوراثة ، (إذ يزيد خطر الإصابة بها لدى أقاربهم من الدرجة الأولى 8 مرات) ، أو الإجهاد البدني أو الذهني المتكرر أو الإصابة بالعدوى الفيروسية والنوم السيئ حيث وجدت دراسة بريطانية شملت 4300 شخص أعمارهم أكثر من 50 سنة وكانوا بحالة صحية جيدة وبعد 3 سنوات أن أكثر العوامل ارتباطاً بظهورالألم في الفيبروميالجيا سوء جودة النوم نتيجة اضطراب بالمرحلة الرابعة من النوم بسبب نقص هرمون الميلاتونين المسؤول عن النوم الطبيعي في الليل ، لذلك فان نقصه يؤدي لاضطراب النوم .
وتابع : قد تكون العوامل البيئية أحد الأسباب الرئيسية للمتلازمة مثل الصدمات النفسية أو الإصابات الميكانيكية – الجسدية، الأمراض الحادة، والجراحة، وحوادث السيارات وخاصة بمرحلة الطفولة ، والضغوط النفسية والاجتماعية والذين مستواهم التعليمي والاقتصادي أعلى من المتوسط ، وعند الأشخاص الذين لايحبون عملهم معرضين للاصابة بهذا المرض.
وعن أعراض المرض مضى د.ضياء قائلا:
أهم أعراضه هو ألم منتشر على جانبي الجسم لمدة ثلاثة أشهر وتيبس مع تقلصات في العضلات عند الاستيقاظ صباحا بدون انتفاخ أو تشوه مفصلي مثل الروماتويد ، وقد يتحسن خلال النهار أو يستمر طوال اليوم مع شعور دائم بالتعب والإجهاد المستمر والألم الشديد فيشعر بالأرق فلا ينام جيدا، وهو يزيد عند التعب أوالإجهاد الصعوبات الإدراكية والمشاكل الذهنية مثل صعوبة التركيز ومشاكل في الذاكرة وصعوبة تعلم أشياء جديدة ” الضباب الليفي” ، والشعور بالتشوش الذهني أو القلق أو الاكتئاب.
وأكمل: قد تختفي الأعراض وعلامات المرض وحدها دون تدخل ، أما العلاج فلابد من اتباع نمط حياة صحي أو ما يسمى بالطب الشمولي الذي يتضمن الصيام المتقطع واتباع نظام غذائي متوسطي قليل باللحوم ، ويعتمد على خضار والبذور والأسماك والخضار ويفضل الابتعاد عن بعض الأطعمة التي تسبب حساسية وتزيد من الألم مثل الأطعمة المصنعة والأطعمة المعدلة وراثيا والمليئة بالهرمونات ومنتجات حليب البقر واللاكتوز مع تجنب المنشطات مثل الكافيين والنيكوتين ، وتنصح الأبحاث بتناول زيت السمك وبعض الفيتامينات والمعادن في حال نقصها من الجسم مثل الماغنسيوم وفيتامين د3 و فيتامين ك2 وتناول بعض المكملات مثل الكركمين والزنجبيل وانزيم Q10.
ونصح د.ضياء بضرورة تنظيم النوم بالليل بتخصيص وقت كاف للنوم ثماني ساعات على الأقل كل ليلة مع أخذ قيلولة قصيرة في النهار ، كما نصح بالابتعاد عن أسباب الضغط والتوتر والإجهاد الشديد بإتباع تقنيات التحكم في التوتر وعلاجه في البداية ببعض المكملات الغذائية ، وقد يحتاج إلى أدوية كيميائية في حال عدم الاستجابة مع عمل جلسات العلاج النفسي المعرفي السلوكي لتغيير الطريقة التي يتم التفكير بها في الألم ، وممارسة التمارين الرياضية لمدة 20-30 دقيقة، يومين أو ثلاثة أيام أسبوعيًا مثل تمارين الإطالة والاسترخاء والمشي والتاي شي مع الاهتمام بتمارين التنفس العميق والعلاج الطبيعي.
وشدد د.ضياء في ختام حديثه على عدم تناول المسكنات إلا عند الضرورة القصوى والاستعاضة عنها بجلسة الليزر في أماكن الإبر الصينية ، لكونها تحفز الجسم لإفراز مواد هرمونية طبيعية مسكنة للألم.