
عبد العزيز عطية العنزي
صيف 2025 قد يكون الأشد حرارة في تاريخ الأرض، نتيجةً لظاهرة النينيو ، ماهي ظاهرة النينيو؟
النينيو (El Niño) هي ظاهرة مناخية طبيعية تحدث في المحيط الهادئ الاستوائي، وتتميز بارتفاع درجة حرارة سطح المياه بشكل غير اعتيادي في الجزء الشرقي والوسطى من المحيط. تؤدي هذه التغيرات في درجة حرارة المياه إلى تغييرات واسعة النطاق في أنماط الطقس العالمية، مما يؤثر على درجات الحرارة وهطول الأمطار وأنماط الرياح في مناطق بعيدة عن المحيط الهادئ.
آلية الحدوث:
في الظروف الطبيعية، تهب الرياح التجارية من الشرق إلى الغرب عبر المحيط الهادئ الاستوائي، مما يدفع المياه الدافئة نحو غرب المحيط ويتسبب في صعود المياه الباردة والغنية بالمغذيات قبالة سواحل أمريكا الجنوبية (التيار البيروفي البارد). خلال ظاهرة النينيو، تضعف هذه الرياح التجارية أو حتى تنعكس اتجاهها، مما يسمح للمياه الدافئة بالتراكم والانتشار نحو الشرق. هذا يؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة سطح البحر في وسط وشرق المحيط الهادئ الاستوائي.
التأثيرات العالمية:
لظاهرة النينيو تأثيرات واسعة النطاق على المناخ العالمي، تشمل:
* تغيرات في درجات الحرارة: غالبًا ما يرتبط النينيو بارتفاع متوسط درجات الحرارة العالمية. قد تشهد بعض المناطق ارتفاعًا ملحوظًا في درجات الحرارة، بينما قد تشهد مناطق أخرى انخفاضًا طفيفًا.
* تغيرات في أنماط هطول الأمطار: يمكن أن يؤدي النينيو إلى زيادة الأمطار والفيضانات في بعض المناطق (مثل سواحل أمريكا الجنوبية) والجفاف في مناطق أخرى (مثل أستراليا وإندونيسيا).
* تأثيرات على الأعاصير والعواصف: قد يؤثر النينيو على تكوين ومسارات الأعاصير المدارية في مناطق مختلفة من العالم. على سبيل المثال، قد يقلل من نشاط الأعاصير في المحيط الأطلسي ويزيده في شرق المحيط الهادئ.
* تأثيرات بيئية واقتصادية: يمكن أن يؤدي النينيو إلى تأثيرات كبيرة على النظم البيئية، مثل الشعاب المرجانية ومصائد الأسماك. كما يمكن أن يؤثر على الزراعة وإمدادات المياه والاقتصاد بشكل عام.
التنبؤ بالنينيو:
يستخدم العلماء نماذج مناخية متطورة وبيانات من الأقمار الصناعية والعوامات البحرية للتنبؤ بحدوث وتطور ظاهرة النينيو. على الرغم من التقدم الكبير في هذا المجال، لا يزال التنبؤ بتفاصيل قوة وتوقيت تأثيرات النينيو يمثل تحديًا.
النينيو والتغير المناخي:
هناك نقاش مستمر حول كيفية تفاعل ظاهرة النينيو مع التغير المناخي الناتج عن الأنشطة البشرية. تشير بعض الدراسات إلى أن التغير المناخي قد يؤدي إلى زيادة تواتر أو شدة أحداث النينيو في المستقبل.
الوضع الحالي (بافتراض أننا في منتصف عام 2025):
بناءً على التوقعات المناخية الحالية في منتصف عام 2025، من المهم متابعة التقارير الصادرة عن المنظمات المناخية العالمية والإقليمية لفهم ما إذا كانت هناك ظروف نينيو قائمة أو متوقعة وتأثيراتها المحتملة على مناطق مختلفة حول العالم.
ختامًا:
تُعد ظاهرة النينيو من أهم الظواهر المناخية الطبيعية التي تستحق المتابعة والدراسة لفهم تأثيراتها على الطقس والمناخ العالميين والتخفيف من آثارها السلبية المحتملة.