
بقلم: إبراهيم النعمي
دخلتُ أحد محلات الملابس، لا أدري إن كان دافعي الحظ العاثر، أم أني فعلاً كنتُ أنوي شراء شيء.
كنت أتمشى بين الرفوف أستطلع الأسعار، فإذا بفتاةٍ من بنات هذا البلد المعطاء، تقف خلف طاولة العرض، استقبلتني بثغرٍ باسم، وابتسامةٍ ساحرة، كأن ثناياها لآلئ بيضاء تضيء المكان.
قالت بصوتٍ ناعم:
“تفضل يا عم، كيف أقدر أخدمك؟”
تمنّيتُ في تلك اللحظة أنها قالت: “يا أستاذ” أو حتى “يا شيخ”…
لكنها قالتها ببساطة: “يا عمّو”!
زلزلتني الكلمة…
كسرت شيئًا بداخلي،
ذكّرتني أنني تجاوزت حدود العنفوان، وأن الزمن لا ينتظر أحدًا.
ابتسمتُ بأدب، قلت لها: “شكرًا”، وغادرتُ المحل، كما يقولون: بخفيّ حُنين!