مقالات وشعر

تجربتي الناجحة في جمعية عناية الصحية: أحد عشر عامًا من العطاء والنمو

د. عبد العزيز أبو عباة

حين ألقي نظرة إلى الوراء على تجربتي التي امتدت لأكثر من عقد من الزمن في جمعية عناية الصحية أجدني أمام مرحلة كانت من أغنى محطات حياتي المهنية والإنسانية.
أحد عشر عامًا من العمل في صرح خيري أعتبره الرائد الأول بين الجمعيات الصحية الخيرية في المملكة ، صقلتني وأثرتني وأضافت إلى شخصيتي ومهاراتي بُعدًا لا يمنحُه إلا العملُ الهادف والبيئة الحقيقية ذات الأثر.

لم يكن عملي في “عناية” مجرد وظيفة يومية أقضيها بين مهام وتقارير بل كانت رسالة أعيشها ، لقد عايشت عن قرب حجم التأثير الإنساني الذي تصنعه الجمعية في حياة المحتاجين وكنت جزءًا من كيان يمارس الطب بروح الرحمة في مركزه الطبي ويعالج الألم بمهنية وإحسان.

رأيت كيف يمكن لمبادرة طبية صغيرة أن تنقذ أسرة بأكملها ، وكيف يتحوّل الدعم الصحي إلى طوق نجاة لإنسان يقف على حافة اليأس.

تميّزت جمعية عناية بإدارة احترافية تقودها نخبة من القادة المؤهلين الذين يمزجون بين الرؤية الواضحة والعمل المؤسسي العميق.
تعلمتُ هناك كيف تُدار المؤسسات الخيرية بعقلية مستدامة تعتمد على الحوكمة والمساءلة والشفافية دون أن تفقد دفءَ المبادرة ولا حرارة العمل الإنساني.

وربما كان أجمل ما في عناية هو “روح الأسرة” التي تجمع موظفيها.
في كل صباح كنت أذهب إلى بيئة عمل لا تقتصر على الزمالة بل تتجاوزها إلى الأخوّة والدعم والتعاون الحقيقي.

تشرفت خلال سنوات عملي بأن أكون شاهدًا على تحقيق الجمعية لعدد من الجوائز والشهادات التي توّجت جهودها في الجودة والحوكمة والعمل المجتمعي.
لم تكن هذه الجوائز هدفًا بل نتيجة طبيعية لبيئة عمل مبنية على الالتزام والإخلاص والتميّز

رأيت برامج تطلق وتكبر ومبادرات تُبنى وتُحتذى وشراكات تتسع حتى تجاوز أثر الجمعية حدود الوطن.

أحد عشر عامًا في “عناية” لم تكن مجرد مرحلة زمنية عابرة بل كانت تجربة متكاملة أثّرت في حياتي وشكّلت كثيرًا من قناعاتي تعلمت أن النجاح لا يأتي فقط من تحقيق الأهداف بل من صناعة الفرق الحقيقي في حياة الآخرين.

واليوم وأنا أستعرض هذه الرحلة أشعر بالامتنان الكبير لكل من رافقني في هذا المسار وأحمل معي هذه التجربة كوسام ورافعة لما هو قادم بإذن الله ومازال العطاء مستمر في هذا الصرح الخيري والحمدلله

مريم المقبل

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى